أجرت شركة "Ipsos Global Advisor" بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، استطلاعا في 15 دولة عبر الإنترنت، صدر يوم الثلاثاء الماضي، حول نسبة الناس الذين يريدون أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا في العالم. وأظهرت نتائج هذا الاستطلاع بأن "40% من الناس في فرنسا، لا يريدون أخذ اللقاح". ما يضع فرنسا وراء دول أخرى يرفض فيها الناس تلقي التطعيم مثل روسيا بنسبة 43 % وجنوب أفريقيا بنسبة 53% وبعيدا عن الدول التي ترتفع فيها الرغبة في أخذ اللقاح مثل الصين بنسبة 80 % والمملكة المتحدة بنسبة 77 %. وفقا لصحيفة" ديلي ميل" البريطانية. وبحسب الاستطلاع، فإن "الخوف من الآثار الجانبية المحتملة هو السبب في أغلب الأحيان لعدم الرغبة في الحصول على اللقاح". حيث بدأت فرنسا يوم الأحد الماضي، حملتها للتطعيم مع معظم دول الاتحاد الأوروبي، مستهدفة المقيمين في دور الرعاية أولا. وتم تحصين أقل من 100 شخص في الأيام الثلاثة الأولى في فرنسا، وهي وتيرة أبطأ بكثير من ألمانيا المجاورة، ناهيك عن الولاياتالمتحدة أوالمملكة المتحدة. ورفض مسؤول بوزارة الصحة الفرنسية، الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا "لم نبدأ في سباق 100 متر بل سباق ماراثون". وقال المسؤول "البداية حذرة لكننا سنكثفها ونقوم بالتطعيم على نطاق واسع للغاية"، مشيرا إلى أن السلطات تواجه "شكوكا قوية للغاية من جانب الشعب الفرنسي". وقال المسؤول إنه "لا توجد مشكلة فيما يتعلق بالإمدادات، حيث من المقرر الآن وصول 500 ألف جرعة لقاح إلى فرنسا كل أسبوع". ومع عدم تباطؤ معدلات الإصابة في فرنسا، ترأس الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء الماضي، اجتماعا لكبار الوزراء ومسؤولي الصحة لمناقشة الأزمة الصحية في البلاد، لكنه استبعد العودة إلى الإغلاق الكامل سواء على الصعيد الوطني أو في المناطق المحلية. وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، إن "الحكومة الفرنسية تدرس بدء حظر تجوال في وقت مبكر من المساء في أجزاء من البلاد". وأضاف: إن "حظر التجول الحالي من الساعة 8 مساء حتى 6 صباحا يمكن تمديده ليبدأ في الساعة 6 مساء في المناطق الأكثر تضررا من مرض كوفيد- 19، وستبدأ التغييرات المقترحة من يوم السبت القادم". أما في الولاياتالمتحدة، حيث بدأت حملة تطعيم واسعة النطاق بشكل جدي، يريد 69 % من الناس أخذ اللقاح الآن، وهو ارتفاع عن أرقام أكتوبر الماضي. وجاء هذا الاستطلاع وسط ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا، حيث سجلت ألمانيا ارتفاعا جديدا بلغ 1122 حالة وفاة يومية يوم الأربعاء الماضي وأكدت السويد تسجيل 205 حالة وفاة و32 ألف حالة إصابة في 24 ساعة في اليوم السابق. ووسط تزايد الوفيات في ألمانيا، حذر وزير الصحة، ينس شبان، من إجراءات إغلاق جديدة في العام الجديد، مضيفا: "لا أرى كيف في هذه الحالة، يمكننا العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل الإغلاق". وأضاف: "تظهر أرقام العدوى والوفيات أننا ما زلنا بعيدين للغاية عن الحياة الطبيعية". وسجلت السويد أيضا رقمًا قياسيا جديدا قاتما، حيث سجلت 205 حالة وفاة بسبب كوفيد- 19، يوم الثلاثاء، وهو ارتفاع يومي جديد. كما تم تسجيل أكثر من 35 ألف إصابة، بعد يوم من اقتراح الحكومة السويدية قانونا جديدا يمنحها سلطة إغلاق مراكز التسوق ووسائل النقل العام اعتبارا من 10 يناير الجاري، في محاولة للمساعدة في وقف انتشار الفيروس. يتناقض القانون الجديد بشكل حاد مع نهج السويد حتى الآن، والتي اعتمدت بشكل أساسي على تدابير التباعد الاجتماعي الطوعي، مما يميزها عن معظم البلدان الأخرى في أوروبا حيث تم فرض الإغلاق القسري. وقالت وزيرة الصحة السويدية، لينا هالينغرين، في مؤتمر صحفي: "في المواقف الخطيرة للغاية ستكون الحكومة قادرة على اتخاذ قرار بشأن إجراءات أكثر شمولا لمنع الازدحام". وشددت الحكومة السويدية على إيمانها بإحساس السويديين الفردي بالمسؤولية، فقد افتقرت أيضا إلى الأدوات القانونية لاتخاذ موقف أكثر صرامة.