و انا جالس انتظر تهيئة الاستديو لاجراء مقابلة مع تلفزيون العيون، رن هاتفي.. و يا للبشرى!!! لقد رزقت ببنت في تلك اللحظة في المخيمات البعيدة..لقد صارت عندي بنت مع أبنائي الاربعة. وجدت الفرصة سانحة لتأكيد صدق رسالتي. فاعلنت على شاشة التلفاز أني سميت إبنتي الوحيدة التي ازدادت منذ لحظات في المخيمات باسم لالة مريم..و قلت أني سميتها على مسمى إبنة عمنا الشريفة الاميرة لالة مريم، أخت جلالة الملك محمد السادس.. أصبحت مريم التي ولدت للتو اصغر خائنة في مخيمنا!!!! و عار على العشيرة و القبيلة!!! و الحمد لله أننا لم نعد في زمن الوأد، و إلا كانت ستكون ابنتي الوحيدة أول ضحية.. منعوهم أن يفرحوا..و كنت بعيدا.. بالامس جعلوا من أمها المسكينة اليتيمة أرملة، لما أعلنوا في مهرجاناتهم، أن زوجها خائن و يستحق الاعدام.. و اليوم يحرمها سدنة المعبد أن تفرح بأنه صارت لها بنت..لأن أبوها سماها مريم. أصبحت مريم المولودة بالامس قضية.. بعد أسبوع ستقام حفلة التسمية كما العادة الصحراوية..و بعد أسبوع ستقام جلسة محكمة، لا حفلة..لن نقبل أن تسمى مريم، هكذا كان يصرخ حشد غاضب خارج المنزل، بأمر من سدنة المعبد. فالكهنة يرفضون ان تسمى ابنتي كما اردت.. فماذا ابقيتم لي إن كان عليكم أيضا ان تختاروا لي اسم ابنتي..أم أني أنا الذي نسيت أنكم اخترتم لي حياتي لما حررتموني، و كنتم تختارون لي ألوان ملابسي و أكلي و شربي و مدارسي و تخصصي و شغلي..و نسيت أن انتظركم حتى تختارون لي زوجتي. إختار الكهنة لابنتي اسم الرعبوب كي تسجل في السجلات المدنية.. و سألتقي ابنتي، بعد ان صارت تمشي، و أناديها مريم..فتبكي. لان والدها لم يعرفها، فهي الرعبوب. و انا ناديتها مريم!!!!