قال سفير المغرب في قطر، محمد ستري السبت، إنّ قرار المغرب الأخير "استئناف جزء من علاقاته مع إسرائيل ليس تطبيعاً"، مضيفاً أنّ هذه العلاقات "لن تكون على حساب فلسطين والفلسطينيين مثلما قال جلالة الملك محمد السادس للرئيس الفلسطيني محمود عباس". وشدد ستري، في تصريحات نقلها عنه موقع "العربي الجديد"، على أنّ "المغرب يضع القضية الفلسطينية في مرتبة الصحراء المغربية، وأن التحرك الدبلوماسي المغربي كان من أجل ترسيخ مغربية الصحراء"، لافتاً إلى أنّ "المغرب لن يتخلى عن الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وقال السفير المغربي للموقع العربي إنّ علاقات المغرب مع إسرائيل "لها خلفية ينبغي استحضارها، خاصة حين نعلم أنّ المغاربة، سواء كانوا يهوداً أو مسلمين، عاشوا جنباً إلى جنب في تسامح في المغرب، والحديث هنا عن الديانة اليهودية وليس الحركة الصهيونية". ولفت السفير متحدثا مع المصدر ذاته إلى أن "الملك محمد السادس له وضع خاص، فهو أمير المؤمنين، وهذا يشمل المسلمين وغير المسلمين"، موضحاً أنّ "الدستور المغربي يشير إلى صيانة وتلاحم الهوية الوطنية، وهذا يشمل الهوية العربية والأمازيغية، والحسانية والعبرية، واليهود المغاربة"، ف"اليهود في المغرب لهم أماكن عبادة وأماكن ثقافية، ولهم محاكم خاصة، وهو يدلّل على خصوصية المغرب، الذي له "جالية" كبيرة في إسرائيل يفوق تعدادها 700 ألف يهودي مغربي". وأشار السفير المغربي إلى "الأدوار التاريخية والسياسية التي سبق للمغرب أن قام بها في تقريب وجهات النظر، حيث كان للملك الحسن الثاني مبادرات سياسية عديدة لتحقيق السلام، وهو الدور الذي يقوم به الآن الملك محمد السادس، ويحظى بالتقدير والاحترام، وينسجم مع السياسة الخارجية المغربية". وقال إنه "لا يمكن الآن الحديث عن تطبيع، فما يجري هو إعادة العلاقات مع إسرائيل، حيث كان لإسرائيل سابقاً مكتب اتصال في الرباط جرى افتتاحه عام 1998، وظل يعمل حتى عام 2002، كما كان للمغرب مكتب للاتصال في إسرائيل، وتم إغلاقه أيضاً، وهي خطوة اتبعتها أيضاً مجموعة من الدول العربية، وما يجري استكمال للعلاقات السابقة". وبخصوص الخط الجوي المباشر الذي سيربط المغرب بإسرائيل، قال السفير في تصريحاته ل "العربي الجديد" ستري إنه "سيكون لخدمة الجالية اليهودية المغربية بالدرجة الأولى، والتي عادة تعود إلى المغرب في الصيف، فضلاً عن أن ذلك سيكون لخدمة السياح القادمين إلى المغرب. كما سيكون هناك تبادل للتعاون في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية". وشدد السفير المغربي على أهمية المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس الفلسطيني، والتي أكد خلالها "الحرص على وضع الفلسطينيين في صورة التطورات والمواقف المغربية الثابتة تجاه حل الدولتين، ومكانة القدس التي كانت حاضرة في الاتصال مع الرئيس الفلسطيني". وحول دلالات الموقف الأميركي من قضية الصحراء، قال السفير المغربي وفقا للمصدر ذاته دائما إنّ "هذا الاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على منطقة الصحراء يأتي قراراً سيادياً من دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهو ليس تصريحاً أو خطاب نوايا، بل مرسوم رئاسي موقّع من طرف الرئيس الأميركي، وهذه الوثيقة التاريخية لها قوّتها القانونية بأثر فوري. وهو ليس قراراً فجائياً، بل جاء عبر سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية، وفضلاً عن ذلك عبر القرار عن دعم للموقف المغربي في قضية الصحراء، والمتمثل في دعم مبادرة الحكم الذاتي التي أعلنت عام 2007، باعتبارها حلاً واقعياً". وجدد السفير المغربي التأكيد أنّ "الموقف الأميركي الأخير تجاه قضية الصحراء ليس مقايضة بإعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، بل جاء تأكيداً للمبادرة التي طرحها المغرب باعتبارها حلاً واقعياً"، مضيفاً أنّ "القرار الأميركي استتبع بخطوة إجرائية تتمثل في فتح قنصلية للولايات المتحدة الأميركية في مدينة الداخلة، في صحراء المغرب، وستقوم هذه القنصلية بدور هام في مجالات الاقتصاد والاستثمار".