"المغرب مقتنع تماما بأن النساء والفتيات لسن ضحايا الحرب فحسب، بل هن بانيات للسلم كذلك"، بهذه العبارة لخص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وجهة نظر المغرب تجاه دور المرأة في منع النزاعات والحفاظ على السلم، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنه سفير المغرب في هانوي جمال الشعيبي، خلال المؤتمر الوزاري الذي احتضنته العاصمة الفيتنامية هانوي، حول دور المرأة في بناء السلم. بوريطة أوضح أن المغرب انخرط، وفقا للرؤية الملكية، في مشروع كبير للإصلاح القانوني والمؤسساتي من أجل تفعيل مقتضيات الدستور الذي يكرس سمو الاتفاقيات الدولية، ويحظر التمييز على أساس الجنس، كما استحضر السياق العام الذي فرضته جائحة كورونا التي انضافت إلى معيقات التقدم تحو السلم والأمن، وفي مقدمتها العنف والنزوح الجماعي والكوارث، إلى جانب حرمان النساء من التمويل وضعف الادماج في عمليات السلم الرسمية رغم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325، الذي أكد على الروابط الأساسية بين المساواة بين الجنسين والسلم والأمن الدوليين. وعن جهود المغرب في تطبيق القرار 1325، أشار بوريطة أن المغرب بصدد وضع خطة عمل وطنية بشأن المرأة والسلم والأمن بالتعاون مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة، انطلاقا من رؤية ترى في المرأة شريكا في جميع الجهود المبذولة لمنع الصراعات وتعزيز السلم والديمقراطية. تجدر الإشارة أن سنة 2020 تصادف الذكرى العشرين لاعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325، بشأن المرأة والسلام والأمن، الذي ترأسته قيادات نسائية دفعت بقوة نحو الاعتراف بدور المرأة القيادي في تحقيق السلام والأمن الدوليين، ومساهمتهما الفعالة في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات. لكن بعد مرور عقدين لا يزال أمام النساء الكثير من الجهود لضمان مشاركة فعالة بعيدا عن التنظيرات، في الوقت الذي تدفع فيه النساء في مختلف أنحاء العالم الكلفة الثقيلة للنزاعات، حيث تتركز جل الجهود النسائية اليوم ضن خانة عمل الشبكات والمنظمات التي تنشط بشكل غير رسمي، بانتظار فرصة حقيقية لفتح المجال أمامهن لبناء عمليات سلام رسمية. وككل الواجهات التي عرفت "عرقلة" بسبب الجائحة التي تمكنت من استقطاب كل الجهود المادية والمعنوية لمواجهتها، فإن عددا من المكاسب النسائية باتت على المحك بعد أن سجلت الأرقام ارتفاعا كبيرا في معدلات العنف بمختلف أنواعه الممارس بحق النساء، والذي كان أكثر مرارة داخل بؤر التوتر.