مداغ 03-11-2020 تتواصل الجلسات العلمية للملتقى العالمي للتصوف في نسخته الخامسةعشرة، والمنظم من طرف مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشيةومشيختها، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الاسلام اليوم، بعقدالجلسة العلمية السابعة، الأحد 1 نونبرالجاري، والتي ناقشت محور " التصوف وتدبير الأزمات: نماذج تاريخية وواقعية "، وتم بثها على المنصاتالإفتراضية لمؤسسة الملتقى على مواقع التواصل الاجتماعي. ترأس هذه الجلسةالدكتور محمد مصطفى عزام، أستاذ التعليم العاليبجامعة محمد الخامس بالرباط، وقد استهل هذه الجلسة الدكتور جان لوكبيريز JEAN LUC PEREZ ، رئيس مركز التفكير بالأمم المتحدة Cercle de Réflexion des Nations (CRN) ، وهو أستاذ باحث في جامعةفلوريدا (الولاياتالمتحدة)، بكلمة باللغة الفرنسية تحت عنوان:" التصوفوتدبير الأزمات : دور البعد الروحي في الحكامة الجيدة" تحدث فيها على أنالإنسانية اليوم تعيش أزمات عديدة تفرقها السياسة والاقتصاد، وأشار إلىدور التربية الصوفية والبعد الروحي انطلاقا من تجربته الشخصية معالطريقة القادرية البودشيشية في ربط القلوب والأرواح بخالقها لتجاوزتأثيرات الأزمة الراهنة لجائحة كورونا. أما المداخلة الثانية فكانت للدكتورة كورتني اروين، مستشارة مستقلةومحامية متخصصة في الدراسات الإسلامية وحقوق الإنسان والتعليمالدولي والتبادل الثقافي بالرباط، تحت عنوان: "الحالات الأشد صعوبة بركةمن الله بفضل التصوف"، قدمت من خلالها صور جمالية لمفهوم المحنة،وأصلت فيها لمعاني القولة الشهيرة "رُبّ محنةٍ حملت في طيِّها منحةً"، كماأكدت الباحثة من خلالها على أن علم التصوف يعتبر منارة توجيه توجهناللخير وتصدنا عن الشر، وأوردت الباحثة كذلك دور الأزمات في التعرف علىذواتنا وعلى الآخر، مؤكدة على الدور الأساسي لعلم التصوف في إشاعةالمحبة والتعارف والثقة. فيما كانت المداخلة الثالثة للدكتور أحمد غاني، متخصص في أصول الفقهومقاصد الشريعة بفاس؛ والتي جاءت تحت عنوان:" التصوف والأزمات: حاكم الأرض الجديد"، تناول فيها مظاهر هذا "الحاكم الجديد" والتيتتجلى في "اشتراكية المرض" وذهول وعجز البشرية أمام هذا الوباء الذيترتبت عنه تداعيات وخيمة على مختلف مناحي الحياة البشرية، والتي عرتعلى هشاشة العولمة وضعف الجانب الإنساني وحاجته القصوى إلى التعاونوالتآزر لمواجهة الأزمة الراهنة لكوفيد19، كما أبرز حاجة البشرية إلىالرجوع الى الله تعالى والتحلي بالقيم السامية للدين الإسلامي. لتتلوها مداخلة الدكتورة ماجدة بنحيون أستاذة التعليم العالي ؛ التي تناولتموضوع:" أزمة الأوبئة ودور المتصوفة في تطويقها" أبرزت من خلالها الدورالهام للصوفية في تدبير الأزمات خلال فترات الأوبئة كوباء الطاعون، وذلكمن خلال عرض نماذج تاريخية يزخر بها تاريخ المغرب من كتابات ودراساتتاريخية، كما نوهت المتدخلة بأهمية المناظرات الفقهية في القضايا الصحيةوالوبائية، مبرزة الدينامية المجتمعية للمغرب آنذاك، وفي الأخير أشارت إلىما أفرزته الأوبئة في تاريخ المغرب من إنتاج طبي وأدبي وفقهي، تمحوربالخصوص حول الجانبين الاجتماعي والاقتصادي في تدبير الأزماتوتأطير المجتمع في مقاومة الأوبئة. لتعقبها مداخلة الدكتور عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس الاعلىللمسلمين في ألمانيا الذي تناول موضوع: "مسلمو ألمانيا بين محن كوروناومنحها"، طرح فيها تأثير الأزمة العالمية لكوفيد 19 على الجالية المسلمةبأوروبا والألمانية بالخصوص، كما أوضح الوظيفة الإجتماعيّة للمساجد ودورالعبادة في ألمانيا والتي شكلت أماكن للتّكافل والتضامن بين المسلمينوغيرهم والتّراحم من خلال جمع التبرعات والصّدقات وتنظيمها وتوزيعها علىالمتضررين، وأكد الدكتور اليزيدي، أن مشاركة جميع الديانات والعقائدالأخرى في الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى هو السبيل الأمثللتحويل فاجعة الوباء إلى فرصة للتضامن والنظر للمستقبل بعيون الأخوّةوالمحبة. وتناول الدكتور جون برينو فالجرير JEAN BRUNO FALGUIERE،كاتب و عالم في التحليل النفسي من فرنسا، في الكلمة العلمية السادسةباللغة الفرنسية، ما يعيشه الإنسان المعاصر من حالة اغترابيَّة تحت تأثيرالطفرات الهائلة للتغيُّر والتحوُّل نحو الفردانية في مختلف جوانب الحياةومكوّنات الوجود الاجتماعي والثقافي، في ظل هذه التحوّلات الصاعقةوالمذهلة أفقيا وعموديّا، حيث بدأ الإنسان المعاصر يواجه حالة من التصدُّعالأخلاقي والوجداني، مضيفا أن السبيل للوصول إلى المعنى الدقيق للفطرةالإنسانية السليمة هو الالتفاف حول القيم الإنسانية المثلى والتي تدعو لنشرالمحبة والود بين الناس، وهي القيم التي وجدها في التصوف من خلالالطريقة القادرية البودشيشية. وكانت المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة للدكتور عبد اللطيف البكدوريالأشقري، عضو المجلس العلمي للرباط، تناول فيها "دور إمارة المؤمنينوالمشيخات الصوفية في تدبير بعض الأزمات الإفريقية"، مسلطا الضوء علىأهمية ورمزية إمارة المؤمنين كإحدى الثوابت المشتركة بين المملكة المغربية وبينالبلدان الإفريقية وكذلك الطرق الصوفية وكعامل وحدة بينهما، مبرزا التعلقالكبير للصوفية والعلماء الأفارقة بمؤسسة إمارة المؤمنين، والتي يرون فيهاتجليا للإسلام الحنيف، كما أبرز الباحث قيم التضامن والتكافل لإمارةالمؤمنين، من خلال تقديم مساعدات إنسانية تضامنية الى هذه الشعوبالافريقية. لتختتم الجلسة بوصلة من السماع الصوفي من أداء المجموعة الوطنيةللطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح.