دبي, 20-7-2020 - انطلقت أول رحلة فضائية عربية إلى المريخ أخيرا الاثنين، مع مهمة المسبار الإماراتي "الامل" الذي يسعى الى استكشاف أجزاء ودينامية الحرارة على الكوكب الأحمر. وانطلق المسبار الآلي من دون طيار من مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني الساعة 6,58 بتوقيت الإمارات الاثنين بعد تأجيل الإطلاق مرتين الأسبوع الماضي بسبب الأحوال الجوية. وتعتبر هذه المهمة محطة جديدة ضمن برنامج الفضاء الإماراتي الطموح. وفي ما يأتي حقائق وأرقام بشأن برنامج الدولة الغنية بالنفط والذي يستلهم حقبات ذهبية في تاريخ الشرق الاوسط والعالم ع رفت بالانجازات الثقافية والعلمية: تملك الإمارات تسعة أقمار اصطناعية في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات ولديها خطط لإطلاق ثمانية أقمار أخرى في السنوات القادمة. لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام قادم بحلول سنة 2117. ووظ فت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لتصو ر كيف يمكن أن ت بنى مدينة على الكوكب الأحمر. وفي انتظار ذلك، تخط ط لإقامة "مدينة المريخ للعلوم" في صحراء الإمارات بتكلفة تبلغ حوالى 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، والهدف منها محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ. وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، تتطل ع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى بينها سياحة الفضاء، ووق عت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة "فيرجين غالاكتيك" التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون. يقول المسؤولون عن مشروع "الأمل" إنه مصمم لإلهام شباب المنطقة وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية. ويبلغ وزن مسبار "الأمل" الآلي 1350 كيلوغراما، وهو بحجم سيارة رباعي ة الدفع تقريبا. استخدم منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة للاطلاق من مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني. وسيستغرق "الأمل" سبعة أشهر للسفر مسافة 493 مليون كيلومتر إلى المريخ، ليبلغ هدفه تزامنا مع احتفال الإمارات بمرور 50 عاما على قيام الدولة الموح دة. وبمجرد دخوله المدار، ستستغرق كل حلقة 55 ساعة بسرعة متوسطة تبلغ 121 ألف كلم في الساعة، بينما يقتصر الاتصال بمركز القيادة والسيطرة الإماراتي من ست إلى ثماني ساعات مرتين في الأسبوع. وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مريخية كاملة أي 687 يوما. وستنقل ثلاث أدوات تقنية مثبتة على المسبار صورة كاملة عن أجواء الكوكب الأحمر طوال السنة المريخية. وسيحلل جهاز لقياس الأطياف الحرارية يعمل بالأشعة تحت الحمراء الغلاف الجوي السفلي وهيكلة الحرارة، بينما يوف ر جهاز تصوير عالي الدقة معلومات حول مستويات الأوزون. وأخيرا، يقيس جهاز بالأشعة فوق البنفسجية مستويات الأوكسيجين والهيدروجين من مسافة تصل إلى 43000 كيلومتر من السطح. ويقول المسؤولون عن المشروع إن فهم أجواء الكواكب الأخرى سيسمح بفهم أفضل لمناخ الأرض. لكن المشروع مصمم أيضا لإلهام المنطقة التي تعاني من الاضطرابات والحروب، وللتذكير بذروة التقدم العلمي خلال العصور الوسطى. وقال مدير المشروع عمران شرف لوكالة فرانس برس "أرادت الإمارات توجيه رسالة قوية للشباب العربي وتذكيرهم بالماضي، بأننا كن ا مصدرا للمعرفة".