بعد توقيع الفنانة فاطمة الزهراء أحرار، لجملة أعمال سينمائية خارحية فرنسية وانجليزية وفيلم «الخبز الحافي » مع النجم العالمي المغربي سعيد تغماوي ، جاء الدور على أول فيلم سينمائي طويل مغربي، الموسوم ب «كازا أوفر دوز» لمخرحه عادل عمور، إذ طرحه بالقاعات السينمائية، مباشرة بعد الطي النهائي لصفحة جائحة «كورونا المستجد».. اختيار فاطمة الزهراء أحرار لهذا العمل تحديدا، لم يأت اعتمادا على علاقات شخصية أو طرقها لأبواب أي أحد كما هو صار جار به العمل، بل إن مخرج العمل عادل عمور، اتبع مسارا غير مألوف عادة، بعد أن تابع عددا من أعمالها المسرحية، باعتبارها فنانة مسرح وماتزال، اقتنع بأدائها، اتصل بها مباشرة بعد عودتها من جولة بمسرحية «على سبيل المثال»، قادتها إلى عدد من الدول الأوربية، اتفقا على موعد بشركته، بسط أمامها كل تفاصيل دورها، لم تتردد في قبوله لما اقتنعت به، ومكمن اقتناعها كما قالت في حوارها معنا، بأنه سيقدمها في قالب جديد، لم تظهر به من قبل، قالب ذو طابع كوميدي تؤديه مع زميلها أحمد الشركي «شكلنا كوبلا أعتقد أن سيكون مميزا في هذا العمل، سنقدم من خلاله لوحات كوميدية مرتبطة بالموقف» توضح أحرار. ونقطة أخرى جعلت فاطمة الزهراء أحرار، تقنتع بمشروع هذا الفيلم، وتشارك في أداء واحد من أدواره الرئيسية، أنه عمل بوليسي يتناول موضوعا اجتماعيا يهم الإدمان على المخدرات. موضوع قد يراه البعض متداولا، بيد أن الجديد فيه أن مخرج العمل عادل عمور، حسب المتحدثة ذاتها، لم يسلط الضوء عليه من خلال ذاك الكليشي الراسخ لدى الناس أنه لا يهم سوى الطبقات الفقيرة، بل إننا سنكتشفه داخل أبناء الأسر الغنية «لتمرير رسالة مفادها أن التربية لا تعني فقط توفير الأموال، وإهمال الوالدين القيام بدورهما التربوي» تضيف أحرار. وسط هذا الجو المأساوي المرتبطة بعالم المخدرات، تطل فاطمة الزهراء أحرار من نافذة كوميدية، تسير في خط مختلف عن الخط العام للفيلم، إذ يظل همها الأكبر هو الزواج والبحث عن رجل حياتها. ورغم اشتغالها كممثلة مسرح، وفرض اسمها عن جدارة وموهبة منذ سنوات، ماتزال فاطمة الزهراء أحرار لم تدمغ عن اسمها بشكل واضح على الساحتين الدرامية والسينمائية. فأين يكمن السبب وراء هذا الأمر؟ تجيب بكلمة واحدة ألا جواب لديها، وأنها لا تعد الوحيدة، ممن تعاني هذا الإقصاء، «ماتندقش وماعنديش مع باك صاحبي..اسمي كاين» تضيف أحرار. تقف عند هذا الحد، وترى بأنه من الأجدر طرح هذا السؤال على المخرجين والمنتجين، إذ لا يمكنها ويستحيل عليها كما تقول أن تطرق باب أحد، أو تتصل بمخرج أو منتج لفرض اسمها عليه، لا تنتمي لهذه الفئة من الفنانين والفنانات، بل تؤمن بأن أداءها على الركح، هو جواز سفرها الوحيد لأي عمل سواء في التلفزة والسينما، لهذا لم تخف استغرابها من هذا الوضع الغير المنطقي «يجب إعادة النظر في هذا الأمر، فنانون يعانون البطالة رغم أنهم درسوا وتخرجوا من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وفنانون آخرون من ذوي التجربة راكموا خبرة باحتكاك مع جيل الرواد لا يلتفت إليهم أحد، وفي مقابل هذا يفسح المجال أمام آخرين يلزمهم الكثير من الوقت ليتمكنوا من أدوات التمثيل» تؤكد فاطمة الزهراء أحرار. كلامها هذا كما أوضحت لنا لا يضمر أي هجوم على المخرجين أو غيرهم، بل فقط تريد إثارة الانتباه إلى ثمة طريقة آخرى للبحث عن الفنانين لأداء أدوار ما «أتمنى أن يقوم المخرجون والمنتجون بمتابعة العروض المسرحية، كما قام بها مخرج «كازا أوفر دوز» للبحث عن الممثل أو الممثلة المناسبة، فهناك مواهب لا تعد ولا تحصى هي الأجدر بالحضور في أعمال تلفزية أو سينمائية. وفوق كل هذا ما فائدة بطاقة الفنان، إذا لم تكن تفيد صاحبها في الاشتغال بدل أن يشتغل آخرون لا علاقة لهم بالتمثيل». تختم أحرار الصغيرة.