تألق فيلم "سيناريو" لعزيز سعد الله، بشهادة كل من رأوا الفيلم، كما برع في تقمص أدواره في العديد من الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل "رحيمو"، والأعمال المسرحية مثل "سعادة الرايس" و"للا لمولاتي". إنه الفنان جمال العبابسي، الذي يشارك حاليا في ثلاثة أفلام سينمائية، وفيلمين تلفزيونيين، ومسرحيتين. عن هذه الأعمال، وأشياء أخرى، يفتح جمال العبابسي قلبه ل"المغربية" في هذا الحوار. شاركت أخيرا، في الفيلم السينمائي المغربي "سيناريو" لعزيز سعد الله بدور مهم، كيف تقيم مشاركتك في هذا العمل؟ جسدت دور رجل دين ظلامي متطرف يحاول إشعال الفتنة بين الناس، ونال أدائي إعجاب كل من شاهدوا الفيلم أثناء عرضه في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وأعتقد أن مشاركتي في هذا الفيلم السينمائي ستضيف لمسيرتي الفنية الشيء الكثير. ألا ترى أنك وضعت نفسك في خانة الممثلين النمطيين من خلال تجسيدك دورا آخر من أدوار الشر، بعد دور مسيلمة الكذاب في المسلسل العربي السوري "الفاروق"؟ لا أبدا لا أرى ذلك، بدليل أنني شاركت في ثلاثة أفلام سينمائية جديدة بشخصيات مختلفة، ويتعلق الأمر ب"تصنت لعظامك" للمخرج المغربي التيجاني الشركي، و"العجل الذهبي" للمخرج المغربي حسن الجزولي، و"ولد في مكان ما" وهو فيلم فرنسي للمخرج الجزائري محمد حميدي. ما طبيعة هذه الأعمال؟ هي أفلام روائية سينمائية طويلة، أجسد فيها أدوارا مختلفة، رفقة ممثلين كبار، إذ شاركت محمد مجد في فيلم "العجل الذهبي"، وجمال الدبوز، وعبد القادر السيكتور، ومحمد كافي، في فيلم "ولد في مكان ما"، وهو دراما اجتماعية تعالج في قالب كوميدي معاناة المهاجر المغاربي مع الروتين الإداري في البلدان المغاربية، خصوصا الجزائر، حيث أجسد دور موظف جماعي. كيف كانت تجربة العمل مع الجزائريين، خصوصا الكوميدي السيكتور والمخرج حميدي؟ تجربة ممتعة، ومفيدة في الوقت نفسه، إذ لأول مرة أحس بأن دول المغرب العربي بلد واحد، فالمهاجر المغربي بأوروبا يعيش تقريبا المشاكل نفسها التي يعيشها المهاجر الجزائري، وكذلك التونسي، ومن هنا فإن السينما المغاربية تستطيع إنتاج أفلام تتناول قضايا المغرب العربي. ويلاحظ في الآونة الأخيرة ظهور أفلام مغاربية فرنسية كبيرة، تجمع خليطا من النجوم من المغرب، والجزائر، وتونس، وأخص بالذكر "الرجال الأحرار" للمخرج المغربي إسماعيل فروخي، الذي اختار ممثلا جزائريا لبطولة الفيلم، وكذلك "عمر قتلني" لرشدي زم الذي اختار بدوره ممثلا تونسيا للبطولة، ولم يخرج فيلم "أنديجان" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب عن القاعدة، إذ اختار جمال الدبوز من المغرب لبطولة فيلمه "أنديجان"، كما حدث ذلك في فيلم "عين النسا"، حين اختار المخرج ممثلاث جزائريات إلى جانب ممثلات مغربيات. من هنا أستطيع، أن أؤكد من خلال تجربتي المتواضعة، أن الفن يستطيع أن يلعب دورا مهما في التقريب بين الشعوب وفي خلق الوحدة التي تعجز السياسة أحيانا عن تحقيقها. تألقت أخيرا في العديد من الأعمال الدرامية، سواء المغربية أو العربية، فما هي آخر أعمالك التلفزيونية؟ شاركت أخير في تصوير فيلم تلفزيوني بلجيكي مغربي، مع المخرج إسماعيل السعيدي، بمدينة أصيلة، للقناة الثانية، رفقة الممثلة المغربية فاطمة وشاي، والبلجيكية أودري، كما أشارك حاليا في تصوير فيلم تلفزيوني مغربي جديد بعنوان "الفردي" لرؤوف الصباحي، رفقة فاطمة الزهراء بناصر، وصالح بن صالح، وعبد النبي البنيوي، ونعيمة إلياس، وليلى الفاضلي، وزهيرة صادق، وماجد لكرون، وآخرين، وتدور أحداث الفيلم، في قالب درامي كوميدي، حول شرطي يفقد مسدسه يوم تقاعده. المعروف عنك أنك بدأت حياتك الفنية بالمسرح، فما هو جديدك فيه؟ أستعد لتقديم العرض الأول من مسرحية "الخابية" لمحمد أومال، يوم 7 مارس الجاري، بمسرح محمد الخامس بالرباط، مع جمعية شباب مولاي يوسف بالدارالبيضاء، السينوغرافيا والإخراج لسعيد باهادي، والمحافظة لسهام بوبشتة والتشخيص لعبد العزيز العلوي، وسهام بوبشتة، وأحمد أومال. كما أستعد للمشاركة في مسرحية أخرى، بعنوان "عنبر الما وازهر" مع فرقة مسرح أكاديما. هل لك شروط معينة لقبول الأعمال التي تعرض عليك أم أنك تقبل بأي دور؟ أقرر قبول العمل أو رفضه، بعد قراءته، محاولا البحث عن التفاصيل الصغيرة، كي أبرزها في الشخصية، خصوصا أنني لا أرفض الأدوار الصغيرة، لأنني أستمتع بها كثير. حضرت أخيرا فعاليات مهرجان طنجة السينمائي، كيف ترى واقع السينما المغربية حاليا ؟ رغم الكم الذي حققته الإنتاجات المغربية، إلا أن هناك أزمة جودة وتنوع في المواضيع، فجميع المواضيع التي تناولتها الأفلام المغربية متشابهة، نتيجة غياب سيناريوهات قوية. وأعتقد أن أزمة السيناريو أو النص لا تعني السينما فقط، بل كافة الفنون الأخرى، سواء الدراما التلفزيونية، أو المسرح.