يسجل مهرجان الراي قصب السبق مقارنة مع باقي المهرجانات حتى الآن، لما قرر الإعلان عن تنظيم دورته 14، خلال الفترة الممتدة ما بين 13 و 15 غشت القادم، لكن ليس بالشكل المعهود بحكم جائحة كوفيد 19، بل عن طريق البث المباشر عبر الأنترنيت. الخبر أعلنه المنظمون عبر صفحة المهرجان بموقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك»، من خلال تدوينة جاء فيها «المهرجان الدولي للراي بوجدة في حلة جديدة: 100% أون لاين. بقا فالدار، بقا كونيكطي». مبادرة تستحق كل إشادة وتنويه، وتقدم الحل المتاح في ظل صعوبة تنظيم تظاهرة تستقطب أعدادا كبيرة من الجماهير، طالما لم يختف هذا الفيروس القاتل تماما، ولم يعد يتربص بنا في كل وقت وحين، إذ ينتظر فقط أي تهاون أو تراخ للضرب بقوة ومن جديد. وكانت جل المهرجانات الكبرى، أعلنت في وقت سابق عن إلغاء دوراتها برسم 2020، حينها كان الظرف الصحي المتعلق ببداية انتشار وباء كورونا المستجد يفرض الإقدام على هذه الخطوة، حتى يتحقق التناعم مع الإجراءات الوقائية التي أوصت بها السلطات المغربية ومنظمة الصحة العالمية. مهرجان «موازين وإيقاعات العالم» ألغى فعاليات الدورة 19، إذ كان مقررا عقدها خلال الفترة الممتدة ما بين 19 و 27 يونيو القادم، وقالت جمعية «مغرب الثقافات» الجهة المنظمة له، بأن هذا القرار جاء في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، ولحد الآن، لم يصدر أي بلاغ جديد، يوضح ما إذا كانت الدورة نفسها ستنظم في تاريخ جديد، أو احتمال تقديم تصور جديد يختلف عن تصوره الأصلي، من خلال استغنائه عن النجوم العالمين، والاكتفاء مثلا بفنانين مغارية، على أن تبث الحفلات مباشرة على مواقع التواصل الإجتماعي. مهرجان فاس للموسيقى الروحية، كان منظموه قطعوا فعلا أشواطا كبيرة في نسج خيوط برمجة نسخته 26، بل وجرى تحديد تيمتها تحت عنوان «المعمار والمقدس» ، وأعلن عن عدد البلدان الممثلة في برنامج 2020 ، خلال الفترة الممتدة ما بين 12 و 20 يونيو القادم، والبالغ عشرين بلدا كمنغوليا، كوريا الجنوبية، الهند، أندونيسيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، إيطاليا، مصر...كل هذا المجهود ضربته عاصفة «كورونا المستجد» ولم يكشف حتى الآن، عن الحل البديل. هل سينظم المهرجان في تاريخ لاحق، أم سيلجأ منظموه بدورهم إلى الحل الافتراضي؟ مهرجان كناوة وموسيقى العالم، تعامل بتؤدة مع الموضوع، وأصدر بلاغا على موقعه الرسمي، أكد فيه تأجيل وليس إلغاء نسخته 23، إذ كان مرتقبا تنظيمها خلال الفترة الممتدة ما بين 25 و 28 يونيو القادم. وبهذا الاختيار ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إعلان تاريخ جديدة لهذه التظاهرة الموسيقية العالمية، وهو ما عبر عنه منظموه في البلاغ نفسه بقولهم «في انتظار العودة إليكم قريبا بالتواريخ الجديدة، بمجرد أن يسمح الوضع بذلك. يرتكز تفكيرنا في الوقت الراهن على الضحايا وكذا أولئك الذين يكافحون ضد المرض في المغرب وفي كل بقاع العالم».