بنوع من الاستهتار البين والتصرف غير المسؤول الجلي والواضح للعيان من طرف عينة من المواطنات، وبنوع من التراخي من طرف السلطات، عمت خلال الأيام الأخيرة بعض المظاهر الخطيرة وغير المقبولة ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، وبالضبط بشارع أفغانستان، حيث لم تكتف المحلات التجارية وحدها بفتح أبوابها، في إطار الرفع التدريجي للمنع الذي صاحب انطلاق فرض حالة الطوارئ الصحية، وإنما عادت بعض محترفات التجميل "العشوائي" الممارس على قارعات الشوارع، لاستئناف "عملهن" رغم استمرار العمل بحالة الحجر الصحي، التي يتفق العديدون على أنها جنبت المغرب الوقوع في المحظور. نساء خرقن الحجر بحثا عن تجميل لدى مزينات الشوارع فمباشرة بعد انقضاء شهر الصيام خرجت العشرات من النسوة ببعض مناطق الدارالبيضاء بحثا عن "تجميل"، ربما، افتقدنه طيلة الفترة السابقة من الحجر الصحي الذي فرضته السلطات منعا لتفشي فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد19)، ما أدى إلى إغلاق صالونات الحلاقة والتجميل. ولأن شارع أفغانستان، وبالضبط بالمكان الواقع على مقربة من السوق البلدي وبمحيط الحديقة المجاورة له، بالحي الحسني على غرار مناطق أخرى من مدينة الدارالبيضاء، دأب خلال الفترات السابقة لفرض الحجر الصحي على استقبال العشرات من السيدات من أعمار مختلفة، ممن يتحدرن من دول افريقيا جنوب الصحراء، وخاصة بلدان: ساحل العاج، السينغال، ومالي وغيرها، اللواتي يحترفن عمليات تجميل النساء بالشارع العام. وهي العمليات التي تنطلق بتركيب شعر اصطناعي إضافي لشعور الزبائن، لتصل إلى الرموش وتجميل الحواجب وصباغة الأضافر... ورغم أن هذه العمليات ينعدم فيها شرط مسافة الأمان المفروضة احترازيا في الحجر الصحي الذي لا يبيح الخروج إلا للضرورة، إلا أن "مزينات" الشوارع سرعان ما عدن لممارسة حرفهن منذ اليوم الثاني من عيد الفطر، أمام ما وصفه بعض من التقتهم "أحداث أنفو" ب "التراخي غير المبرر أو المفهوم من طرف السلطات المحلية بالملحقة الإدارية الحي الحسني التي يخضع لها شارع أفغانستان". والخطير في ممارسة "المزينات" لمهامهن العشوائية، أن غالبيتهن لا يرتدين الكمامات الوقائية المفروضة خلال هذه الفترات من الحجر الصحي، كما أن عينة من الزبائن اللواتي قصدنهن مباشرة بعد عيد الفطر، للاستفادة من خدماتهن، لا يضعن بدورهن هذه الكمامات، ما يجعل احتمال الإصابة بعدوى الفيروس وانتقاله في حالة إصابة أي فرد سواء المزينة أو طالبة الزينة، تبقى عملية سهلة وسريعة. مزينة تجمل وجه إحدى زبوناتها وقد طالب بعض رافضي هذه المظاهر العشوائية التي سادت شوارع مقاطعة الحي الحسني بالتدخل لفرض احترام الحجر الصحي والانضباط لقانون الطوارئ، خاصة خلال هذه المرحلة، ففي الوقت الذي تتم فيه مطاردة أصحاب العربات التي تبيع الفواكه والخضر بجرافة بين الأزقة وفي الشوارع، لا يفهم السكان التساهل غير المقبول لأعوان السلطة ومسؤوليها مع ممتهنات التجميل العشوائي في زمن الحجر الصحي.