بايت بعمران حيث يجاهد المواطنون لتأمين المعاش، تأتي النكبات تباعا، فبعد نكبة الفيضانات وما رافقها من تدمير للبنيات التحتية من قناطر وطرقات... وصلت خلال السنة الماضية الحشرة القرمزية إلى عاصمة الصبار ايت باعمران، واقتحمت معقل " الهندية " بجماعة صبويا وجماعة المستي.لتخرب أشجار الصبار، تداعيات جعلت إنتاج السنة الماضية هزيلا. كل المؤشرات تؤكد أن جني فاكهة الصبار سيكون خلال صيف هذه السنة مختلفا بعد تجييح غابات الصبار من طرق الحشرة القرمزية التي عجزت الدولة عن إيجاد مبيد قاتل لها، فتمكنت من أن تغزو البلد من الشمال والوسط وصولا إلى أيت بعمران. وفي غمرة الأزمة التي تضرب السكان الذين يعتمدون في اقتصادهم على " كرموص ايت باعمران" جاءت جائحة كورونا فلم تتمكن التعاونيات من تصريف منتوجها على المستوى الدولي كما على المستوى الوطني بسبب حالة الطوارى، وإجراءات الحجر الصحي التي فرضها الوباء المستجد. زهرة بودبزة رئيسة تعاونية أكناري، أكدت لأحداث انفو بأن جائحة كورونا حرمتهن من تصدير منتوجهن إلى مجموعة من الدول، كما كشفت عن صعوبة التسويق على المستوى الوطني بسبب كوفيد 19، حيث تعطل إنتاجهن بسبب الحجر الصحي ومنع التنقل بين المدن، وكشفت بأن صفقة مع إحدى الدول الأوروبية بعد تهيئتها لم يكتب أن يتم تصديرها. وأوضحت بودبيزة أن الحشرة القرمزية أقسى وطأة من فيروس كرورنا لأنه قتل جزءا كبيرا من غابات ايت بعمران من الصبار، ورجحت أن يتوقف إنتاج التعاونية خلال السنة المقبلة نظرا للوثيرة التي انشترت بها الحشرة القرمزية، فأتت على غابات الصبار الممتدة عبر جبال وسهول وأودية ايت بعمران. ومعلوم أن تعاونية أكناري تضم خمسين منخرطة انطلقت خلال سنة 2001 بدعم من منظمة "أوكسفام كبيك"، جسدت بداياتها الأولى بإنتاج مربى وشرائح الصبار ومربى التمر بطريقة تقليدية قبل أن تتهيكل فانخرطت في تصنيع الزيوت ومستحضرات التجميل التي تقوم على الصبار، وعلى الأركان ومشتقاته. الحسين باعدي واحد من الفاعلين الجمعويين بمنطقة صبويا، أكد أن الوضعية النفسية للبعمرانيين متدهورة وهم يشاهدون أشجار الصبار المعمرة المحيطة بهم من كل مكان تتهاوى، يعيشون معاناة حقيقة مع الحشرة القرمزية التي تهاجمهم في بيوتهم خلال كل مساء، وأضاف بأنها تفرض على الناس حضر التجوال والاختفاء القسري داخل البيوت مند شهور قبل أن تحل بهم جائحة كورونا.. للإنسان البعمراني ارتباط تاريخي بشجرة الصبار، لذلك فموت الصبار وسقوطه بعدما كان رمزا للمقاومة، ليس مجرد خسارة مادية بل يوازي في النفوس رحيل عزيز قريب. فحسب تقرير للمديرية الجهوية للفلاحة بجهة كلميم واد نون، بلغ إنتاج فاكهة الصبار خلال سنة 2019 حوالي 530 ألف طن، يمتد الصبار فوق مساحة 88 ألف و 280 هكتار ، ساهم في خلق نحو 744 ألف يوم عمل، كما حقق منتوج الصبار، وفق المعطيات نفسها، رقم معاملات وصل 484 مليون درهم بقيمة مضافة تصل الى 411 مليون درهم. لكن مؤشرات 2020 كما ترى بودبيزة لن تكون كما عهدنها بالتعاونية مند 20 سنة. كل مجهودات الدولة باءت فشلا في منع جائحة الحشرة في الوصول قلعة " الهندية" ولم تنفع الإجراءات المتخذة على مستوى عمالة سيدي إفني والمديرية الجهوية للفلاحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية كما لم تنفع الأدوية المصنعة محليا على شكل مبيد إيكولوجي في وقف تمددها، وقد تكالبت جائحة فيروس كورونا مع جائحة الحشرة القرميزة فزاد الوضع تعقيدا.