الرباط 12 ماي 2020 (ومع) أفاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، سعيد أمزازي، اليوم الثلاثاء، أنه تم توفير ما مجموعه 6000 مورد رقمي حاليا بجميع الأسلاك والمسالك والمستويات الدراسية وجميع المواد الدراسية. وأوضح أمزازي، في معرض جوابه على سؤال محوري حول "حصيلة تجربة التعليم عن بعد وآفاق استكمال السنة الدراسية" بمجلس المستشارين أنه تم بذل مجهودات استثنائية من أجل تغطية جميع الأسلاك والمسالك والمستويات الدراسية وجميع المواد الدراسية، ابتداء من التعليم الأولي الى غاية السنة الثانية بكالوريا، ليتجاوز مجموع الموارد الرقمية المتوفرة حاليا 6000 مورد، في حين بلغ معدل ولوج واستعمال المنصة 600 ألف تلميذة وتلميذ يوميا. وتطرق السيد أمزازي إلى مجموعة من التدابير المتخذة من طرف الوزارة لضمان الاستمرارية البيداغوجية، مع تقديم حصيلة عامة لعملية التعليم عن بعد، باعتبارها محددات مركزية مهدت للسيناريو الذي تم اعتماده بالنسبة لاستكمال السنة الدراسية وتنظيم الامتحانات. فبخصوص الشق المتعلق بحصيلة "التعليم عن بعد"، أكد الوزير أن هذه الآلية ارتكزت في مرحلة أولى على مستوى قطاع التربية الوطنية، على استعمال منصة (TelmidTICE) من أجل توفير موارد رقمية للمتعلمات والمتعلمين، مسجلا أن الوزارة تمكنت من جعل هذه البوابة تشرع في تقديم خدماتها بشكل فعلي، ابتداء من اليوم الأول لتعليق الدروس الحضورية، إذ انطلقت العملية آنذاك ب600 محتوى رقمي كان متوفرا. وتابع الوزير أن الوزارة عملت، وحرصا على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، وخاصة لفائدة التلاميذ الذين لا يتوفرون على حواسيب أو على الربط بشبكة الأنترنيت، وخاصة بالوسط القروي، على بث الدروس المصورة عبر القنوات التلفزية الوطنية، علما أن نسبة الأسر التي تتوفر على تلفاز، حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، كانت تناهز، إلى غاية سنة 2015، ما نسبته 97 في المائة بالوسط الحضري، و91 في المائة بالوسط القروي. ومن أجل تمكين جميع التلميذات والتلاميذ من متابعة الدروس المصورة، يبرز السيد أمزازي، فقد تمت تعبئة ثلاث قنوات تلفزية وطنية لبث المحتويات التعليمية، ويتعلق الأمر بكل من "الثقافية" و"الأمازيغية" و"العيون"، والتي قامت ببث 59 درسا يوميا، ليصل مجموع الدروس التي تم بثها إلى غاية الآن إلى 3127 درسا. كما حرصت الوزارة، وفق المسؤول الحكومي، على تنويع المضامين التربوية، إذ تم انطلاقا من 15 أبريل 2020، وبشكل تدريجي، بث حصص جديدة، تهم التعليم الأولي، والأطفال في وضعية إعاقة، والرياضة المدرسية، والبرامج الترفيهية، والتوجيه المدرسي والمهني والجامعي، مشيرا إلى أن الوزارة عملت أيضا، طيلة مسار عملية التعليم عن بعد، على التفاعل المستمر مع ملاحظات مختلف المعنيين، وخاصة التلاميذ والأسر، من خلال رقم أخضر وضعته رهن إشارتهم وذلك من أجل تجويد المحتويات التعليمية التي يتم بثها. وفي مرحلة ثالثة، يتابع أمزازي، قامت الوزارة بتعزيز تجربة التعليم عن بعد، عبر العمل بالأقسام الافتراضية عبر "خدمة مسار"، لضمان التواصل المباشر بين الأساتذة والتلاميذ، حيث تجاوز مجموع الأقسام المحدثة بالتعليم العمومي 725 ألف أي بنسبة تغطية بلغت 96 بالمائة، في حين بلغ عد الأقسام المحدثة بالتعليم الخصوصي حوالي 108 ألف قسم افتراضي، بنسبة 70 في المائة؛ ليصل بذلك مجموع المستعملين إلى 85 ألف أستاذ و300 ألف تلميذ. وسجل أن الاستثمار الذي قامت به الوزارة، في السنوات الماضية، في إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العملية التعليمية، من تجهيز وتكوين وإنتاج للموارد الرقمية، وما راكمته أطر الوزارة من خبرة وتجربة في هذا المجال، مكن من توفير قاعدة صلبة ساهمت بشكل كبير في إنجاز عملية التعليم عن بعد. كما أشار إلى المبادرة التي قامت بها الوزارة بتعاون مع الناشرين، وذلك من خلال توفير مليون كراسة للمراجعة والدعم في مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية، مجانا، بالنسبة لتلاميذ السلك الابتدائي بالمناطق النائية بالوسط القروي والمناطق ذات الخصاص بجميع أنحاء المملكة، وذلك بغية دعم مكتسبات وتعلمات أولئك الذين وجدوا صعوبة في متابعة الدروس عن بعد، فضلا عن توفير منصة للتعليم عن بعد لفائدة طلبة الأقسام التحضيرية بتعاون بين الوزارة وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.