يبدو أن دمج وزارة الشباب والرياضة مع وزارة الثقافة، كان وبالا على قطاعي الشباب والرياضة، حيث بدأت الانتقادات من أطر القطاع تنهال على الوزير حسن عبيابة، التي اعتبرته أسوأ وأضعف من تولى هذا القطاع. مما يحكيه أحد مساعدي الوزير أنه ذات صباح خرج من مكتبه وهو يستشيط غضبا من رسائل مكتوبة باللغة الفرنسية، ليأمرهم بتجنب استعمال اللغة الفرنسية في الحديث معه، وأن يكاتبوه باللغة العربية فقط، ليتأكد معاونوه أن الرجل الذي درس فقط باللغة العربية بالعربية السعودية ضعيف وغير متمكن من اللغات الحية، وهو الذي تم تعيينه ضمن ما عرف بحكومة # الكفاءات#. اليوم وبعد مرور حوالي ستة أشهر على تعيين هذه ʺ الكفاءة الاستثنائية ʺ، وبعد تعدد وتواثر الأخطاء المتتالية، وبعد كل هذا التخبط الذي تعيشه القطاعات التي هي تحت إشرافه، قال أطر من الوزارة إنهم ينتظرون ماذا ستجود به ʺكفاءةʺ الوزير لإخراج هذه القطاعات من سباتها، منقدين إقدامه مؤخرا على تقييم سلبي للدعم المقدم للفرق المسرحية مما أغضب نقابة المسرحيين، حيث اعتبرت أن الوزير لا يملك الثقافية المسرحية والملكة الإبداعية للخوض في هذا التقييم، ويذكروه بأن قيمة الأعمال لا تنبني على الشرط الجماهيري الذي ينبني على عملية شراء التذاكر، و ليردوا عليه بالسؤال التالي: كم عروضا مسرحية شاهدت في حياتك يا سيادة الوزير؟ وكم من المسرحيين والمسرحيات سبق وأن ناقشت معهم أطروحاتهم واتجهاتهم المسرحية يا صاحب ʺالكفاءةʺ؟. وأضاف أكر الوزارة أن الوزير ولحد الساعة لا يعرف من أين يبدأ، سوى إنكار وتبخيس ما أنجزه الوزراء السابقون الذين تعاقبوا على تسيير هذه القطاعات، وأهم ما تفتقت عليه عبقريته هو تشكيل لجان للتحضير وإعداد مخططات عمل للوزارة بعد مضي أزيد من ستة أشهر على تعيينه، علما أن الوزراء كما الحكومات التي تحترم نفسها وتحترم المواطنين، تكون مجبرة على تقديم حصيلة عملها بعد مرور 100 يوم الأولى من تعيينها، فماذا قدم هذا الوزير بعد أزيد من 180 يوم، سوى الأخطاء البرتوكولية وهو يمثل الدولة المغربية لدى بعض الدول الشقيقة، وتكرار نفس الأخطاء اللغوية خلال الندوات الصحفية، وتواصل الخرجات الرعناء أمام البرلمانيين، حتى صار مضربا للتفكه والنكت بين المواطنين، بل زاد عن ذلك بانتقامه من الأطر والكفاءات بقطاعات الثقافة والشباب والرياضة. فالرجل، يضيف الأطر، لا يمر يوم واحد دون أن يواصل أخطاءه الفادحة، مما ينم على أنه غير أهل بأن يكون موظفا عاديا فبالأحرى أن يكون وزيرا تسند له في نفس الآن مهام هي أكبر من الجلباب الذي اعتاد ارتداؤه، وآخر هذه الأخطاء اتخاذه لقرار أرعن بمحاربة العمل النقابي بقطاع الشباب والرياضة. ولم يستسغ أن تصدر نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بهذا القطاع بلاغا على اثر اجتماع المكتب النقابي بالمجموعة الكونفدرالية بمجلس المستشارين، لتدارس كيفية الرد على الوزير الذي يرفض الحوار مع النقابة حول ملفاتها المطلبية، حيث قام حسن اعبيابة بإصدار قرار تنقيل تعسفي للكاتب العام للنقابة من تمارة إلى بنسليمان، مهددا بأسلوب هو أقرب لأسلوب الفتوات منه إلى تصرف وزير مسؤول في الحكومة، بتشتيت جميع أعضاء المكتب النقابي وتأديبهم، ناسيا بأنه بمثل هكذا قرارات سيفتح على نفسه باب جهنم، خاصة وأن رعونته في الانتقام من النقابيين، أعمت بصيرته وأنسته بأن البلاد تمر من مرحلة جد دقيقة وهي تلتف وراء ملك البلاد متضامنة متآزرة لمواجهة الفيروس القاتل الذي يهدد البلاد والعباد.