كانت فرحة كبرى بمقدم الملك محمد السادس إلى عاصمة سوس مرفوقا بولي عهد الأمير مولاي الحسن، عبر عنها المواطنون عبر جنبات الطريق الرئيسي من المطار العسكري وصولا إلى ساحة الأمل بالمنطقة السياحية ليشرف جلالته على حفل إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024). المسؤولون الحكوميون والجهويون وقعوا والتزموا أمام أنظار الملك على برنامج سيؤهل مدينة الانبعاث خلال أجل لا يتعدى أربع سنوات. هذا البرنامج المهيكل يبصم عن انطلاقة جديدة لأكادير التي تتأهب لتحتل موقع الوسط جغرافيا وجيواستراتيجيا، كما ستكون قاطرة للتنمية الوطنية تربط شمال المغرب بجنوبه ومنه تمتد نحو العمق المغرب الأفريقي. الساكنة التي عبرت عشية عن فرحتها تنتظر من المسؤولين الوفاء بستة محاور كبرى تدخل ضمنها عشرات المشاريع،. وقد وضع النقل الحضري ضمن أولى الأولويات ويرتكز على ربط أكادير ب«البيس واي» من خلال نقل حضري شبيه بالطرامواي يتحرك بالعجلات ولا يحتاج إلى ربط سككي، وكان المشروع خضع إلى دراسة تقنية من قبل إحدى الشركات الفرنسية، الربط سيشمل 15 كلم تمر عبر أهم المناطق المأهولة بالسكان والموصلة إلى المرافق الحيوية مثل المناطق الصناعية والميناء ووسط المدينة وجامعة ابن زهر... المحور الثاني يروم استكمال ورش التسريع الصناعي لمنطقة سوس، من خلال ربط المدينة بطريق مداري ينطلق من مطار المسيرة ليمر بتكيوين نحو المنطقة الحرة للتصنيع ومنها نحو قصبة أكادير أوفلا وميناء أكادير، وصولا إلى المنطقة السياحية تغازوت ومن شأن هذا الطريق أن يحد من الاكتظاظ الذي تعرفه المدينة وأن يسهل حركة تنقل البضائع والأشخاص، فبإنجازه ستتمكن أكادير من ربح رهان المدينة الصناعية. المحور الثالث والرابع سياحي ثقافي من خلاله سيتولى الموقعون على الاتفاقية تأهيل مدينة أكادير سياحيا من خلال إحداث مزيد من المرافق السياحية العمومية والاهتمام بشبكة الإنارة، وتأهيل الفضاءات الخضراء من خلال إحداث منتزه تيكوين ومنتزه الإنبعاث وتأهيل وإعادة هيكلة منتزه ابن زيدون وحديقة أولهاو، بالإضافة إلى تأهيل الحدائق والساحات العمومية وتجهيز فضاءات ترفيهية بالأحياء الآهلة بالسكان. الأمر الذي لم يؤخذ به سابقا فتحولت أكادير إلى كتل إسمنتية لا ملاذ فيها للأطفال. في المحور الخامس والسادس اهتم برنامج التأهيل بدور العبادة والمواقع الأثرية ويتوخى البرنامج »رعاية الشأن الديني» و«حماية وتثمين تراث المدينة» و»الإنعاش الثقافي». كما يهدف المخطط في شق منه إلى استكمال تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ومواكبة النمو الديموغرافي والتوسع العمراني للمدينة والاهتمام «بقطاعات الشباب والرياضة والصحة والتعليم والأنشطة الاقتصادية والتجارية للقرب». وقدم وزير الداخلية عبد الوافي أمام الملك، الإطار العام لبرنامج الذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات الملكية الواردة في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال44 للمسيرة الخضراء، والذي دعا فيه جلالته إلى تعزيز البنيات التحتية الأساسية لجهة سوس -ماسة ودعم شبكتها الطرقية، وربط مراكشوأكادير بخط السكة الحديدية، وتقوية المكانة الاستراتيجية للجهة. كما سلط الضوء على المزايا الاقتصادية التي تزخر بها جهة سوس وإلى مؤهلاتها الكفيلة بتحويلها إلى قطب اقتصادي حقيقي ذي تنافسية وجاذبية، قادر على رفع رهان الجهوية المتقدمة وتدعيم إشعاعها الوطني والقاري. وأكد وزير الداخلية أيضا أن جهة سوس -ماسة تشهد حاليا، بفضل العناية الملكية السامية، إنجاز العديد من المشاريع المهيكلة، لاسيما المشاريع المندرجة في إطار البرنامج الجهوي لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وفي إطار مخطط التسريع الصناعي، بالإضافة إلى العديد من المشاريع ذات الوقع المهيكل في القطاعين الفلاحي والسياحي، فضلا عن الدينامية التي يتميز بها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وتبلغ الكلفة الإجمالية لبرنامج التنمية الحضرية 5,991 مليار درهم، ويهدف إلى الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة وإلى تكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية. وينضاف برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024)، حسب لفتيت، إلى برامج التنمية التي أطلقها الملك بمختلف جهات المملكة. وأشار في هذا الصدد، وعلى سبيل المثال، إلى برامج «الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية»، و«طنجة الكبرى»، و«مراكش الحاضرة المتجددة»، ومخطط التنمية الحضرية للدار البيضاء الكبرى، و«الحسيمة منارة المتوسط» والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. وكشف والي الجهة أحمد حجي أنه تمت بلورة وصياغة مكونات البرنامج الجديد وفق مقاربة تشاركية بفعل الانخراط الإيجابي لمجموع فاعلي المدينة وتظافر جهودهم في هذا البرنامج الذي يرتكز على ستة محاور. وكشف حجي عن مضامين برنامج التاهيل بأدق التفاصيل حيث وقف عند كل محور ليكشف عن مضامينه وعن مدى الوقع التنموي الذي سيتركه على الساكنة. ومن أجل الحفاظ على الثروات المائية وتدبيرها بشكل أحسن أكد والي جهة سوس -ماسة في هذا الصدد، أنه «تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، سيتم اللجوء في سقي مجموع المساحات الخضراء بأكادير، بما فيها ملاعب الكولف، إلى استخدام المياه العادمة المعالجة، والحفاظ على الموارد المائية، مذكرا في هذا الصدد بأن القدرة الإنتاجية لمحطة معالجة المياه العادمة تبلغ 11 مليون متر مكعب».