تميز اليوم الثالث من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش, والمنظم ما بين 29 نونبر الماضي و 7 دجنبر الجاري بتكريم اسم سينمائي فرنسي مقتدر وهة بيرترون نافيرنيي, إذ سلمه درع التكريم النجم الأمريكي هارفي هيتل, كما عرف هذا اليوم عرض فيلمين في إطار المسابقة الرسمية هما "والد نافي" السينغالي, و "بايبيتيث" الأسترالي. افتتح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 18 يوم الآحد الأخير, تكريماته باختيار أن يكون الممثل والمخرج والكاتب والمنتج الفرنسي بيرترون تافيرنيي أولها, وهو اختيار موفق من حيث ترتيبه, بالنظر لقيمة الرجل كواحد من أهرامات ورموز السينما الفرنسية, بصم على تاريخ غني تتحدث عنه فيلموغرافيته الغنية بالأفلام سواء كمخرج أو منتج أو كاتب سيناريو, حصد عنها حتى الآن أربع جوائز الأوسكار, منها سيزار أفضل مخرج. الحضور في هذه الأمسية التكريمية كان كبيرا , وقاعة الوزاء بقصر المؤتمرات امتلأت عن آخرها تنتظر أن يطل عليهم عريس الليلة', وما أن ظهر على الخشبة حتى وقف الجميع محترما ومصفقا له, وبدا تافيرنيي صاحب 78 عاما, متأثرا بهذا المشهد أن يرى كل هذا الحشد ملتئم في هذه الليلة للاحتفاء به. ووقع اختير المنظمين على الممثل الأمريكي الكبير هارفي هيتل لتسليمه درع التكريم, بحكم اشتغالهما معا في عدد من الأعمال السينمائية منها "الموت على المباشر" الصادر عام 1980 . وفي كلمة مكتوبة ألقاها بهذه المناسبه استهلها بعبارة ضمنها رسالة ما قال فيها "كلنا نحتاج إلى تكريم أو التفاتة دافئة من الدعم, لما نقضي وقتنا في إقناع الآخرين بأن يضعوا ثقتهم فينا" وجه بعدها شكره إلى الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد ومؤسسة المهرجان, وتذكر في هطه الإنسانية النبيلة, صديقه وزميله الممثل والمنتج والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد, وحرص من باب نبل أخلاقه أن يشكر منظمي المهرجان الدولي للفيلم على إدراج اسمه ضمن قائمة المكرمين "شكرا للمهرجان على تكريم روبرت ريدفورد" يقول يقول مخرج فيلم "ليبدأ الحفل". ولم يكن استحضار مخرج فيلم "القاضي والقاتل" لاسم روبرت ريدفورد في هذا اليوم, من باب الصدفة, بل بحكم الصداقة القائمة بينهما, لما كشف في حديثه أمام الحاضرين في حفل تكريمه, عن استقباله الدائم له في مدرسته, فضلا عن إعجابه بموهبته كممثل ومخرج ومناضل من خلال دفاعه عن الديمقراطية و الكرامة الإنسانية. ولم يفوت بيرترون تافيرنيي فرصة تكريمه دون أن يكيل الثناء إلى مدينة ليون مسقط رأسه, إذ أنجبت الأخوان لوميير, اخترعا ثلاثة أشياء لعل من أهمها السينماتوغراف "كاميرا أحدثت تورة ومكنتنا من التقاط أشياء متحركة وحية" يزضح مخرج فيلم "أميرة مونبونسيي". وتسنى بفضل هذا الإختراع "أن نحمل العالم إلى العالم"، كما قال المكرم. وتحقق هذا الأمر بعد إخضاع عدد من الأشخاص لتداريب من طرف الأخوين لوميير,وإرسالهم مباشرة إلى مدن كطوكيو واسطامبول , ولهذا يرى أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش, فتح نوافذ على العالم , وأتاح الفرصة أمام العديد من المخرجين والسينمائيين للحدديث عن ثقافتهم وبلدانهم من خلال أفلامهم "أفلام لا تعترف بالحدود وتفتح الأعين..وفي عالمنا هذا حيث تنخره الأحكام المسبقة السينما تكةن هنا لمساعدتنا" يؤكد مخرج فيلم "تصريح بالمرور". وكما افتتح كلمته بعبارة تحمل رسالة ما, قضل أن يكون مسك ختامها سينمائيا بامتياز, وفضل أن يقتبسها من حوار جاء على لسان النجم روبرت دين يرو في الفيلم الأخير لمارتن سكورسيزي والموسوم ب "ايريشمان" قال فيه "لا أعلم إن كنت أستحق هذا التكريم, لكن لا أعلم بشكل أكبر إذا ما كنت أستحق التهاب المفاصل",