بعد مرور عام على تأسيسه، تمكن المجلس الوطني للصحافة بالمغرب من استقطاب اهتمام عدد من مسؤولي المجالس الصحفية الأجنبية، وخبراء دوليين و وطنيين ، خلال الندوة الدولية التي احتضنها بيت الصحافة بطنجة اليوم الجمعة 29 نونبر، والتي تتواصل أشغالها غدا السبت، لمناقشة موضوع "إعادة تشكيل الصحافة: ما السبيل إلى الموائمة بين الأنظمة الأخلاقية ومسؤولية الإعلام؟" التنويه بالتجربة الفتية للمجلس الوطني للصحافة كان محل إجماع من طرف المتدخلين، الذين استعرضوا تجارب عريقة وغنية من بريطانيا،إيرلندا، كندا،والتي تنطلق في مجملها من سؤال أخلاقيات المهنة، ودور مجالس الصحافة في إرساء نظام المسؤولية، وذلك على ضوء التغيرات الجذرية التي تعيشها الصحافة في العالم، بعد الثورة التكنولوجية التي تسير نحو "إقبار" الصحافة التقليدية، مما يستدعي حسب المتدخلين ضرورة اقتحام المجال الافتراضي بأدوات مهنية تحفظ للصحفي دوره الأساسي في التحري،والتدقيق و جودة الخبر. من جهتها أكدت فاطمة الزهراء ورياغلي ، نائبة رئيس المجلس الوطني للصحافة بالمغرب ، خلال افتتاح اشغال الندوة، على ضرورة تناول موضوع الأخلاقيات في إطار الزخم التقني، لتحديد مسؤولية الصحفي اتجاه المجتمع من خلال استحضار تجارب دولية. وفي الإطار نفسه، أكد يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة، أن التطورات التي عرفها مجال تداول المعلومة، أفرز إشكالات متعددة داخل الجسم الصحفي، منها التنظيم الذاتي، مستقبل الصحافة، دور الصحفي في تقديم إعلام جيد وأهم نقطة أخلاقيات المهنة التي وضعها المجلس على رأس أولوياته إلى جانب توسيع صلاحيات تضمن تنظيم المهنة وطريق الولوج لها، وتأهيل المقاولة، التكوين،ولعب دور الوساطة والتحكيم في النزاعات، إلى جانب تقديم تقرير سنوي حول حرية الصحافة من خلال نقل صورة موضوعية دون مبالغة وحساسيات.. وفق ما جاء في مداخلة مجاهد الذي أشار أن الصحفي المغربي يجب أن يكون اليوم عند حسن ظن المجتمع، من خلال تقديم صحافة تراعي الأخلاقيات بمرجعية تستحضر حقوق الإنسان وتحارب التضليل. وفي كلمتها خلال افتتاح اشغال الندوة، أكدت كولد الخوري، المديرة العامة لليونسكو بالمغرب، عن دور الإعلام في نشر التوعية بحقوق الطفل والمرأة، إلى جانب دور الصحفي في تقديم صحافة موثوقة بعيدة عن التضليل والأخبار الزائفة، مشيرة أن الأممالمتحدة تشتغل على مشروع التربية على تداول المعلومة ضمن أخلاقيات نشر الاخبار لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الاخبار التي أصبحت خارجة السيطرة داخل مواقع التواصل. من جهته ، استعرض الكاتب العام الفدرالية الدولية للصحفيين، المؤرخ والنقابي الفرنسي انطوني بلانجر، في مداخلة غنية، دور الفدرالية التي تأسست سنة 1926، لتسلط الضوء مبكرا على حقوق الصحفيين، وتحديدا بعد الحرب العالمية، حيث طرح موضوع الرواتب، والتكوين، والحماية الأخلاقيات... وعرفت اشغال اليوم الأول من الندوة، تنظيم جلستين ، الأولى حول "دور مجالس الصحافة في نظام مسؤولية وسائل الإعلام"، حيث أشار ممثلوا المجالس الصحفية من بريطانيا، ارلاندا، المغرب، كندا، بينين، إلى آلية اشتغال المجالس في تدبير الخلافات. بينما ركزت اشغال الجلسة الثانية على التحديات الجديدة التي تعيشها الصحافة في العهد الرقمي، والتي أجمع المتدخلون من فلسطين والبيرو، والكاميرون على ضرورة الالتحاق بركب التكنولوجيا دون إغفال أخلاقيات المهنة، وأدوات الصحفي لسحب البساط من مفاهيم جديدة اعتبر بعض المتدخلين انها محملة بالمغالطات، كما هو الشأن لممثلة البيرو التي تبنت طرحا صارما، ينفي وجود صحافة مواطنة، مؤكدة أن الصحفي ليس من يتداول الخبر، وإنما من يتحرى صدق المعلومة