اهتزت مدينة العرائش، مساء أمس الاثنين، على وقع جريمة قتل بشعة، بعد العثور بمطرح النفايات بحي المنار بالمدينة، على جثة طفل مقطوعة إلى عدة أجزاء، دون العثور على الرأس واليدين، لتدخل كل فرق الأمن في حالة استنفار قصوى، خصوصا الشرطة القضائية، وتقنيي مسرح الجريمة، أو ما يعرف بالشرطة العلمية. الاستنفار الأمني وصل مداه، مباشرة بعد اكتشاف جثة طفل مقطعة إلى أربعة أشلاء، حيث عمد مرتكب الجريمة إلى قطع الجثة إلى قسمين على مستوى الورك، ثم فصل الفخذين عن الساقين على مستوى الركبتين، لتصبح أجزاء الجثة مكونة من أربعة أشلاء تم وضعها في كيسين بلاستيكيين باردين كما لو أنهما أخرجا للتو من الثلاجة، فيما لم يتم العثور على الرأس واليدين بعين المكان، الأمر الذي ساهم في تأجيل تحديد هوية الضحية لبعض الوقت. وقد أدخلت بشاعة وخطورة الجرم فرق البحث والتحقيق في عدة فرضيات، من بينها استدعاء امرأة سبق لها أن أشعرت مصالح الأمن، قبل يومين، باختفاء ابنها الذي تبين أنه لم يعد إلى المنزل بعد مغادرته مدرسة الشريف الإدريسي الابتدائية، في حدود الساعة ال 11 صباحا، أي زوال السبت 23 نونبر، من اكتشاف الجثة. وأعطت الأم بعض العلامات الموجودة على جسد ابنها، من بينها عدم قطع ظفر أصبع أحد رجليه، ووجود "توحيمة" بجسده، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث والتحريات التي أسفرت عن تشخيص هوية الطفل الضحية، ليفك المحققون لغز قتل الطفل "محمد علي خريبش" البالغ 7 سنوات فقط. سوء علاقة الأم بطليقها وأب طفلها، المتزوج من امرأة لم يكتب لها أن تلد منه أطفالا، ومطالبتها له بأداء نفقة طفلهما، وخروجه المتأخر للبحث عن اختفاء ابنه، أثارت الشكوك حوله هو وزوجته، حيث سارعت الشرطة إلى اعتقالهما والبحث معهما ومحاصرتهما بالأسئلة المحرجة، قبل اقتياد الأب ومداهمة منزله بحي الناباص وتفتيشه. وأثارت برودة الأشلاء التي عثر عليها بالمطرح حفيظة المحققين، ليسارعوا إلى تفتيش الثلاجة، حيث كانت المفاجأة صادمة، عندما عثروا بداخلها على رأس ويدي جثة الطفل الضحية، ليعترف الأب جزئيا بعلمه على فعل الإجهاز على ابنه، والتمثيل بجثته للتخلص منها في محاولة لإخفاء معالم الأفعال الجرمية الشنعاء، التي هزت نفوس عموم ساكنة المدينة وضواحيها، وخلفت لديهم صدمة قوية. المديرية العامة للأمن الوطني أوضحت في بلاغ أن إجراءات البحث مكنت من الاشتباه في ضلوع زوجة أب الطفل الضحية في ارتكاب هذا الفعل الإجرامي داخل مسكن العائلة، مستعملة سكينا في اقتراف الجريمة والتمثيل بالجثة، مشيرا إلى أن الأبحاث والتحريات تتواصل لتحديد مدى تورط الأب في المساهمة أو المشاركة في هذه الجريمة، وقد تم الاحتفاظ بالزوجة الأب المشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وتحديد كافة دوافعها وخلفياتها الحقيقية