ضاقت " ف " الراقصة بالمعاملة القاسية من قبل زوجها " أ ز " الذي يعمل حارسا للأمن الخاص بأحد الملاهي الليلية بممر النخيل، و الذي سبق أن تم اعتقاله جراء إلحاق خسائر بمنزل أسرتها بحي صوكوما بمقاطعة المنارة، قبل أن تتنازل عن الدعوى العمومية و يتم الإفراج عن الزوج الذي ارتبطت به في البداية بعلاقة غير شرعية، أنجبت خلالها طفلا، جعل الخليلين يوثقان علاقتهما شرعيا، دون أن يتوقف مسلسل التنكيل، من قبل الزوج الذي ظل يشكك في سلوك زوجته الراقصة..
قبل أن تلتقي " ف ع " صدفة بأحد الزبناء بملهى ليلي، لتوطد علاقتهما، وتحكي عليه معاناتها مع زوجها ذي العضلات المفتولة. تأثر الخليل المسمى " ر " المتحدر من الرباط، بالمعاناة التي تجتازها عشيقته مع زوجها، فدفعه حبه الشديد لها إلى اقتراح خطة للانتقام من الزوج المعتدي، تارة بدهسه بالسيارة، أو وضع كمية من الكوكايين في سيارته وإبلاغ عناصر الشرطة بحيازته واتجاره في المخدرات للزج به في السجن، قبل أن يستقر رأي العشيقين على تصفيته جسديا، بتقديم مخدر، لينفذ الخليل عملية القتل.
دأب الزوج / الضحية على شرب عصير " الباربا " بعد عودته من العمل لتفادي الاصفرار الذي بدأ يظهر عليه جراء السهر يوميا، الأمر الذي جعل الزوجة تدس المخدرات بالعصير المذكور، ما جعل الضحية يغط في نوم عميق، لتتصل بالعشيق الذي وجه للضحية ضربات متتالية على الرأس أسالت دماء كثيرة قبل أن يفارق الضحية الحياة، و يغادر العشيق الشقة حاملا قطعتين من الإسفنج مملوءتين بالدماء لمحو آثار الجريمة.
ظلت الزوجة تنتظر عودة العشيق الذي اختفى عن الأنظار وأقفل هاتفه، وهي ترقب الجثة الغارقة في الدماء، قبل أن تتصل بوالدتها التي حلت بالمكان لتفاجأ بالجريمة التي اقترفتها ابنتها بالتبني، فانخرطتا في التخلص من الجثة بتقطيعها و رمي الأحشاء ببالوعة التطهير السائل، مع إحراق الرأس و الأطراف بمسرح الجريمة، في الوقت الذي تكلفت الزوجة بالتخلص من الأشلاء بالشارع العام ، قبل إحضار صباغ لإعادة صباغة الأماكن التي وصلتها دماء الهالك مع تنظيف باقي أرجاء الشقة.
بعد تنفيذ جريمتها البشعة شرعت الظنينة في البحث عن زوجها مدعية اختفاءه عن المنزل، وأبلغت عناصر الشرطة، في الوقت الذي خلف العثور عن أشلاء الهالك بالمركز الصحي المحاميد استنفار مختلف الأجهزة الأمنية ، قبل إخضاعها للتحليلات المختبرية التي أكدت انتماءها ل" الفيدور " الهالك.
وانطلقت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية في مباشرة تحرياتها لكشف خيوط جريمة القتل والتمثيل بالجثة، انطلاقا من استدعاء الزوجة، التي نفت علمها بالخبر، لتعتمد المصالح الأمنية على تقنيات جد متطورة، اتضح من خلالها أن جريمة القتل تمت بمنزلها الذي عمدت إلى إعادة صباغة جدرانه وتنظيفه رفقة والدتها المسماة "ه" التي اختفت عن الأنظار. اقتيدت الراقصة / المتهمة إلى مقر الشرطة القضائية، لوضعها رهن تدابير الحراسة النظرية، طبقا لتعليمات الوكيل العام للملك، وحجز هاتفها، اتضح من خلاله أنها ظلت خلال الأيام الأخيرة على اتصال بأحد الشبان من الرباط.
انتقلت عناصر الشرطة إلى العاصمة الإدارية، لاقتياد المتهم الذي أنكر أي علاقة له بالراقصة / المتهمة، مشيرا إلى أنه سبق أن التقاها في أحد الملاهي الليلية. تمت مواجهة المتهمين اللذين اعترفا بعلاقتهما التي انطلقت من ملهى ليلي بكيليز، وكشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة القضائية، أن المتهمة زارت الرباط مباشرة بعد تنفيذ جناية القتل والتمثيل بالجثة، الأمر الذي أنكره الشاب الرباطي، وكذلك الراقصة، ما جعل الضابطة القضائية تستخلص تورطهما في العملية المذكورة.
كما قادت التحقيقات الأمنية إلى تورط الأم في التمثيل بالجثة، والتي تم العثور عليها جثة هامدة بالجماعة القروية تمصلوحت باقليم الحوز، قبل إحالة الراقصة وعشيقها على الوكيل العام للملك باستئنافية مراكش، من أجل القتل العمد والمشاركة فيه مع سبق الاصرار والترصد، وارتكاب أعمال وحشية على جثة ومحو آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة والمشاركة في الخيانة الزوجية والتحريض على الدعارة ، قبل عرضهما على قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، هذا الأخير أمر بوضعهما أسوار السجن المحلي بمراكش على ذمة التحقيق، في انتظار عرضهما على الغرفة الجنائية التي أدانتهما بالسجن المؤبد.