سعيا من مركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية والسلم الذي ينظم الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور في 11 نونبر الى غاية 16 منه، في ترسيخ ثقافة حقوق الانسان، استضافت جامعة محمد الاول ضمن فعاليات المهرجان نشاطا حقوقيا متميزا يخص فلسفة المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام. خلال هذا اللقاء قدم المخرج العراقي المقيم في باريس ليث عبد الامير شرحا لفيلمه الذي عرضه جمهور الطلبة ونخبة من الاساتذة، والذي عرض فيه مقابلات مع اربعة اشخاص من المحكومين بالاعدام، والذي قام لحد الان بتنفيذ 624 حكما بالاعدام خلال عمله. واعقب عرض الفيلم نقاشا واسعا في جانبه الفني والحقوقي والفقهي الخاص برسائل المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام، شارك فيه الحقوقي، المغربي البارز الدكتور محمد النشناش، الرئيس السابق، للمنظمة المغربية لحقوق والمفكر العربي عبد الحسين شعبان، نائب رئيس جامعة اللاعنف وحقوق الانسان ببيروت، أشار فيه الى خطورة اتخاد قرار بالاعدام، وعرض حالات تعرض فيها ابرياء الى تنفيذ حكم الاعدام، وتناولا تطور المطالب الحقوقية بالغاء هذه العقوبة القاسية، اذ لا يمكن للعقل القانوني والموت بموجب حكم قضائي، أن يكون تعويضا لما ارتكب القانل الاول، فليس من حق أي انسان، أن يلغي حياة انسان وهبها له الله. وتجدر الاشارة، أن 142 دولة في العالم من مجموع 193 الغت عقوبة الاعدام أو جمدت تنفيذها، وأن المدونة القانونية التي اقترحها وزير العدل السابق محمد اوجار قلصت المواد التي تخص عقوبة الاعدام وللاسف فان السجل العربي في هذا المجال ما يزال يحفل بالعديد من أحكام الاعدام التي تطبق بصورة نمطية في من العراق وليبيا والسودان واليمن وسوريا وغيرها من مناطق النزاع اضافة الى بعض دول الخليج ولاسيما المملكة العربية السعودية وتزداد المطالبة الحقوقية لالغاء هذه العقوبة ووضع حد لالغاءها، الامر الذي يحتاج الى معالجة الاثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والتربوية وغيرها التي تسبب ارتكاب جرائم القتل والاغتصاب وغيرها.