تجسيدا للتوجيهات السامية التي تضمنتها الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في أشغال الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي أكد فيها جلالته على ضرورة "تنظيم حملات للتوعية والتحسيس في صفوف المستهدفين بأهمية هذا الموضوع، وانعكاساته الإيجابية على الطفل والأسرة والمجتمع...."، وفي اطار الحملة الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة 2019، واعتبارا لما تحظى به الطفولة المبكرة من اهمية قصوى لبرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، نظمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بوجدور حملة تحسيسية حول أهمية تنمية الطفولة المبكرة تحت شعار "بناء مستقبل ابنائنا يبدأ من الطفولة". عرف برنامج الحملة تنظيم ملتقى تحسيسي حول الطفولة المبكرة تحت عنوان:"بناء مستقبل ابنائنا يبدا من الطفولة"، وذلك يوم الخميس 31 اكتوبر 2019 على الساعة الحادية عشر صباحا بقاعة الاجتماعات للعمالة، هذا اللقاء تراسه عامل الاقليم السيد ابراهيم بن ابراهيم وحضره رئيس المجلس الاقليمي بالنيابة والسادة رؤساء الجماعات الترابية واعضاء اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية واعضاء اللجنتين المحليتين للتنمية البشرية ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني وعدد من المنابر الاعلامية. وفي كلمة له ذكر السيد العامل بان هذه الحملة ُ التحسيسية التي تدخل في المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،تأتي للدفع بالنهوض بوضعية الأم والطفل والاهتمام الكبير بالتعليم الأولي، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية. وبالإضافة إلى كلمة السيد العامل، تم تقديم عدة عروض وكبسولات منجزة من طرف قسم العمل الاجتماعي تلاها عرضين مقتضبين، الاول قدمه المندوب الاقليمي لوزارة الصحة بالنيابة ويهم صحة الام والطفل والثاني قدمه المدير الاقليمي للتربية الوطنية يهم وحدات التعليم الاولي بالإقليم، بعد ذلك تلتهما مناقشة عامة من طرف الحاضرين ورؤساء المصالح الخارجية و المنتخبين و فعاليات المجتمع المدني. وكما ستعرف هذه الحملة القيام بزيارات ميدانية سيتراسها السيد العامل لتفقد اوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ذات الصلة بتنمية الطفولة المبكرة ابتداء من يوم الجمعة 01 نونبر 2019. وتهدف هذه الانشطة بالدرجة الأولى إلى تحسيس المواطنين بأهمية هذه المرحلة المبكرة من الحياة في تنمية رأس المال البشري، وتستهدف فئة عريضة من المواطنين، وتتضمن رسائل موجهة بشكل خاص لآباء الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، والمهنيين والفاعلين في مجال الطفولة المبكرة، علاوة على المسؤولين وصناع القرار، المدعوين إلى اتخاذ التدابير المناسبة بشأن صحة الأم والطفل والتعليم الأولي. حيث يشكل تحسين صحة الأم والطفل ووضع نظام تعليمي أولي ذي جودة رافعتين حاسمتين لتنمية الطفولة المبكرة، ومن ثم للتنمية البشرية بالمملكة، حيث كشفت دراسات علمية أن الاستثمار في تنمية رأس المال البشري في سن مبكرة يحقق مردودية أكبر بمرة ونصف إلى خمس مرات منه في مراحل الحياة الأخرى. وكون مظاهر القصور في مواكبة الطفولة المبكرة في المغرب تطرح الكثير من العقبات أمام التنمية، دفع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى جعل تنمية الطفولة المبكرة هدفا ذا أولوية لمرحلتها الثالثة التي أطلقها صاحب الجلالة في شتنبر 2018. ولكون تنمية الطفولة المبكرة تعتبر مسعى متعدد الأبعاد ذا نفس طويل، فهي تتطلب بالتالي تعبئة الجميع كل من موقع مسؤوليته ونطاق تخصصه، وخصوصا وسائل الإعلام بأشكالها المكتوبة والمسموعة والمرئية، ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، من أجل نشر والتعريف بالممارسات الجيدة فيما يتعلق بالمتابعة الطبية وتغذية المرأة الحامل ورضيعها، وتحفيز الطفل في البيت والوسط ما قبل المدرسي.