أقدم إلياس العماري، صباح اليوم السبت على تقديم استقالته من رئاسة جهة طنجة. وقالت مصادر مطلعة إن العماري سلم صباح اليوم قرار استقالته للكاتب العام للولاية، والذي أبلغها بدوره لوالي الجهة مهيدية. وفيما ربط العماري قرار استقالته، بأسباب شخصية، قالت المصادر أن القرار مرتبط بتداعيات الصراع السياسي داخل حزب البام، وأن العماري استبق الإطاحة به، وقرر الاستقالة. فمنذ أيام كان مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، يعيش على وقع الخلافات التي فضل معها إلياس العماري الصمت، في الوقت الذي تشير فيه المعطيات الواردة من المجلس إلى رغبة الأغلبية في "الإطاحة" بالرئيس أو إرغامه على تقديم استقالته على بعد حوالي سنة ونصف من نهاية ولايته. وجاءت "مقاطعة" أعضاء لجنة الإشراف والمراقبة بوكالة تنفيذ مشاريع مجلس الجهة، لاجتماع مساء يوم الاثنين المنصرم، بمثابة إشعار موجه لرئيس المجلس إلياس العماري، الذي يترأس أشغال هذه اللجنة إلى جانب والي الجهة، بعدما تغيب ممثلي المكتب المسير من حزبي الأحرار والاستقلال، ورؤساء اللجن الممثلين بالصفة من بينهم رئيس لجنة ينتمي لحزب العماري، فيما حضر ممثل فريق المعارضة من حزب المصباح. وفي الوقت الذي ينتظر أن توجه الوكالة استدعاء ثان لعقد اشغال هذه اللجنة، لم يصدر أي توضيح حول "فشل" الاجتماع الأول، خاصة وأن عدد من أعضاء اللجنة كانوا يتواجدون غير بعيد عن مقر الجهة ويتابعون ما يقع، فيما فضل العماري "الغياب"، بعد علمه ب "مخطط" المقاطعة، وإن كان غيابه عن مقر المجلس صار "عاديا" خلال الفترة الأخيرة. كما جاء رد فعل والي الجهة محمد المهيدية، الذي كان يوصف بأحد "المقربين"من إلياس العماري، ليزيد من "الغموض" حول مصير رئيس مجلس الجهة، بعدما رفضت سلطة الوصاية ممثلة في ولاية الجهة مشروع جدول أعمال دورة أكتوبر لمجلس الجهة، بدعوى عدم احترام الآجال القانونية للاطلاع عليه من قبل الولاية، حيث ينص القانون على إرساله قبل 20 يوما من الموعد المحدد للدورة، والولاية لم تحتسب اليوم الأول واعتبرت أجل التوصل 19 يوما. وحاول بعض الأعضاء من فريق الأغلبية تبرير "موقفهم" الجديد اتجاه الرئيس، باعتبار أن هذا الأخير وبعد منحه صلاحيات كبيرة لمديرة وكالة تنفيذ المشاريع، لم يعد لهم أي دور في مناقشة البرامج التنموية للجهة وتقديم مقترحات انطلاقا من حاجيات كل منطقة وفق خصوصيتها، ومع ذلك يتساءل آخرون كيف كان العماري يقنع المجلس بأغلبيته ومعارضته على التصويت بالإجماع على النقط المدرجة بجدول أعمال الدورات الأخيرة للمجلس، وإن كانت أغلبيته تبدو "هشة"، منذ أن صار فريق التراكتور تحت "وصاية" أحمد الادريسي أحد قادة "الانقلاب" على الأمين العام للحزب حكيم بنشماس. يذكر أن الحديث عن "استقالة" إلياس العماري من رئاسة جهة طنجةتطوانالحسيمة، كان قد تداول قبل حوالي سنة، بعد "توتر" العلاقة بينه وبين الوالي السابق محمد اليعقوبي، قبل أن يعقد لقاء بمقر وزارة الداخلية، جمع عبد الوافي لفتيت وإلياس العماري بحضور الوالي المدير العام للجماعات المحلية، وتم ترويج آنذاك أن وزير الداخلية قال للعماري "اعمل شغلك وكمل الفترة ديالك".