أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ،ناصر بوريطة، الأربعاء في نيويورك على "الضرورة المطلقة" للحفاظ على التزام قوي بمكافحة آفة الإرهاب التي لا تزال تطال جميع المناطق وتقوض السلام والاستقرار والتنمية في العالم. وقال بوريطة خلال ترؤسه الى جانب نظيره الهولندي الاجتماع الوزاري العاشر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ، الذي انعقد على هامش الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، إنه على الرغم من التقدم الإيجابي والأكيد الذي تم إحرازه خلال السنتين الماضيتين في مجال مكافحة الإرهاب ، فإن هذه الآفة لا تزال تطال جميع مناطق العالم وتهدد حياة الاشخاص وكذا الجهود المبذولة في مجال الأمن والاستقرار والتنمية. وأضاف الوزير مخاطبا وزراء الدول الأعضاء في هذا المنتدى الدولي ،"إن التزامنا الجماعي الثابت والراسخ، يشكل أساس مناعتنا ويعزز قوتنا في مواجهة هذه التهديدات"، داعيا في هذا السياق الى "مواصلة العمل على تعزيز مكتسباتنا والاستمرار في جهودنا لمواجهة التحديات القائمة". وأوضح أن هذه التحديات تشمل "العدد المقلق" للمسلحين الباقين في بؤر النزاع والذين ربما يكونوا قد أنشأوا خلايا نائمة لإحياء ما يسمى "خلافة داعش" أو تفرقوا عبر العالم للالتحاق بالجماعات الإرهابية القائمة أو إنشاء أخرى جديدة. كما يتعلق الامر ،حسب السيد بوريطة، بالموارد المالية الكبيرة التي بحوزة هذه الجماعات الإرهابية ، واستمرار الإيديولوجيات المتطرفة المضللة والخطابات العنيفة المنتشرة بين الفئات السكانية الهشة ، وكذا الروابط "المصلحية" القائمة بين الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية في مناطق مختلفة. ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى مواصلة اتخاذ إجراءات حازمة ضد عوامل التحريض التي ساهمت في تنامي الإرهاب والتطرف العنيف، مشددا على أنه "مادامت هذه العوامل قائمة فإن الإرهاب سيظل تهديدا عالميا". وقال في هذا الصدد "يجب أن نخطو خطوة إلى الأمام ونظل متأهبين لمنع الإرهاب والتطرف العنيف من تهديد أرواح بريئة بطرق جديدة وأكثر فظاعة". وحث الوزير على التركيز بشكل خاص على مكافحة الإرهاب في إفريقيا، معربا عن أسفه لكون "القارة الإفريقية شهدت مستويات غير مسبوقة من العنف خلال سنة 2018. كما سجل عدد الضحايا ببلدان الساحل خلال السنة ذاتها رقما يفوق بأربع مرات العام الماضي، ماتم تسجيله سنة 2012". وأشار، في هذا السياق، إلى أن القارة الافريقية شهدت خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية أزيد من 200 هجوم إرهابي، سقط فيه أزيد من خمسة آلاف شخص من المدنيين وقوات الأمن، مضيفا أن منطقة الساحل، التي كانت تتواجد بها مجموعة إرهابية واحدة سنة 2010، باتت تضم اليوم أزيد من عشر مجموعات إرهابية. وحذر الوزير من أن تنامي التطرف العنيف في إفريقيا ، بشكل مقلق، يمكن أن يثير موجة جديدة من الإرهاب العالمي، "تقوض ليس فقط مستقبل القارة، بل أيضا الاستقرار الدولي". من جهة أحرى، عبر بوريطة عن اعتزاز المغرب بالرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لولايتين متتاليتين الى جانب هولندا، و بانتخابه للرئاسة المشتركة لهذا المنتدى بمعية كندا لولاية ثالثة مدتها سنتان. وقال "إننا نلتزم بأن يضمن تجديد ولاية المغرب استمرارية المنتدى"، مؤكدا عزم المملكة على تعزيز مكانة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب داخل البنية الدولية لمحاربة الإرهاب، وإعمال جميع الآليات المتاحة لتعزيز التنسيق ومكافحة التهديد الإرهابي بشكل فعال. وخلال هذا الاجتماع الوزاري العاشر، اعتمدت الدول الأعضاء في المنتدى أربع وثائق إطارية تنضاف إلى 34 وثيقة مماثلة سبق تبنيها. ويتعلق الأمر بتوصيات "غليون" بشأن استخدام التدابير الإدارية المستندة إلى سيادة القانون في سياق مكافحة الإرهاب، وبملحق المنتدى للممارسات الجيدة بالنسبة للمرأة ومكافحة التطرف العنيف، مع التركيز على إدماج النوع، وكذا بمذكرة نيويورك بشأن الممارسات الجيدة في مجال منع سفر الإرهابيين، ومذكرة برلين بشأن الممارسات الجيدة في مجال مكافحة الاستخدام الإرهابي للنظم الجوية بدون طيار. ويعد المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تأسس سنة 2011، هيئة دولية تضم 29 بلدا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتتمثل مهمتها الأساسية في تقليص مخاطر تعرض العالم للإرهاب من خلال منع ومكافحة وملاحقة الأفعال الإرهابية والتصدي للتحريض على الإرهاب. ويضم المنتدى خبراء وممارسين من بلدان ومناطق من جميع أنجاء العالم لتبادل التجارب والمهارات وتطوير الأدوات والاستراتيجيات بشأن كيفية التصدي لتطور التهديد الإرهابي.