اعتبر المحامي «محمد الهيني» عضو هيأة الدفاع عن عائلة «بنعيسى ايت الجيد»، بغد صدور الأحكام ضد أربعة من المتهمين في هذه القضية، اليوم الاثنين، أنه مع الإقرار «بتوفير المحكمة للمحاكمة العادلة للجميع والإيمان باستقلال القضاء»، فإن «العقوبات الصادرة بحق - من وصفهم ب «القتلة»، «هزيلة جدا ولا تتناسب لا مع جريمة القتل العمد ولا مع شخصية المجرمين». كما اعتبر المحامي الهيني أن الاحكام الصادرة اليوم الاثنين «تطبع مع القتل والقتلة وتقدم رسالة غير مطمئنة عن حماية الحق في الحياة وصون مبدإ عدم الافلات من العقاب»، مؤكدا أن «العقوبات المخففة تشجع على القتل، ولا تردع القتلة وستزيد من الاحتقان في الساحة الطلابية». وقال الهيني إن هيأة الدفاع عن عائلة بنعيسى ايت الجيد كانت «تنتظر نوعا من المساواة في العقاب»، مضيفا أنه «لا يعقل أن يكون حكم المتهم بالقتل العمد عمر محب عشر سنوات، وبالنسبة لتوفيق الكادي وعبد الواحد كريول ثلاث سنوات وهم جميعا ارتكبوا نفس الفعل في نفس الظروف»، ناهيك عن أن «عقوبة ثلاثة أشهر تبعث على الاستغراب والحيرة وتسائل ضمائر الجميع»، «لأنها تستفزنا وتستفز حقنا في الحياة». مشاركة دفاع ايت الحيد في تظاهرة بباريس وتساءل الهيني «هل أصبحت الحياة رخيصة لهذا الحد ويتم التعامل معها بهذا النوع من المعاملة غير اللائقة»، مضيفا «أين الحكم والعقوبة من شخصية المجرمين وخطورة الجريمة، فحتى السرقة بالنشل لا يتم التعامل معها في العقوبة كما تم اليوم»، يقول الهيني. واعتبر الهيني أن «الحكم مخفف، ولا يردع المجرمين»، الذين «هم اليوم في حكم الطلقاء، ونحن لسنا في مأمن من غدرهم وإرهابهم كأشخاص وكجماعة وكحزب في المستقبل»، «لأن الحكم تضمن رسالة سلبية وغير مفهومة عن الحماية القضائية للنفس البشرية». وكانت محكمة الاستئناف بفاس قضت، اليوم الاثنين، بإدانة أربعة أعضاء من حزب العدالة والتنمية توبعوا بالمشاركة في تصفية الطالب اليساري محمد بنعيسى آيت الجيد. وقد أدانت غرفة الجنايات الاستئنافية بثلاث سنوات حبسا نافذا كلا من توفيق الكادي وكريول عبد الواحد، بعد متابعتهما بجناية «المشاركة في القتل العمد»، فيما قضت في حق قاسم عبد الكبير وعجيل عبد الكبير بثلاثة أشهر حبسا نافذة. كما يتابع في الملف ذاته عبد العالي حامي الدين، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، وذلك على خلفية المواجهات الدامية التي شهدتها جامعة ظهر المهراز بفاس بين الطلبة القاعديين والإسلاميين، في تسعينيات القرن الماضي.