في ظل تفويت قطاع النظافة الذي أشرف عامل اقليمبرشيد على صفقته منذ التوقيع إلى غاية التسليم - أخيرا -، وعند المدخل الرئيسي للشاطئ التابع لبلدية سيدي رحال الشاطئ، تستقبل جموع المصطافين الذين يقصدون هاته المنطقة روائح كريهة، تزكم الأنوف وترغم الزوار على مغادرة المكان بأقصى سرعة ممكنة.. ما يعرض المنطقة ونشاطها التجاري للبوار في عز فترات الترويج التي ينتظرها التجار من أصحاب المقاهي ومحلات الأكلات. بركة آسنة في مدخل الشاطئ فعلى مقربة من مقهى «تيتانيك»، ونتيجة للبيع العشوائي للأسماك، وما يخلفه بائعوها وراءهم من بقايا ومياه نتنة، تحول هذا المكان، القريب من الشاطئ، إلى نقطة سوداء، تجعل كل مار بقربها يسرع الخطو لتجنب الأذى الذي تلحقه بالمارة، ناهيك عن مختلف أنواع الحشرات التي وجدت في هذا المكان مستقرا لها، تتكاثر أعدادها وتتضاعف. فبعد أن كانت المنطقة عبارة عن موقف للسيارات التي يقصد أصحابها شاطئ سيدي رحال، تحول بفضل "عبقرية" المسؤول الأول عن الإقليم، والمجلس الجماعي الذي يضم في مجمله أعضاء بدون مهن أو دخل قار، (تحول) إلى سوق عشوائي لترويج الأسماك في غياب أدنى شروط للوقاية، لتستقبل روائحه النتنة، التي تضاعفت مع ارتفاع درجات الحرارة، المصطافين. الروائح الكريهة تغزو المنطقة ففي غياب مجهود جدي للنهوض بقطاع النظافة، ونظرًا لغياب شروط بيع الأسماك تحول المنطقة التي يقول المسؤولون إنها «مقر مؤقت» لبيع الأسماك، في انتظار استكمال أشغال السوق الذي تتعثر عملية تشييده، حيث استغرقت أشهراً، من أجل إنجاز أشغال لا تتعدى مدتها الحقيقية شهرين على أبعد تقدير، في حال توفرت الإرادة الحقيقية لدى المسؤولين. وفِي اتصال للجريدة بأحد المسؤولين بمجلس البلدية أكد أن «مشكل النظافة بسوق بيع السمك يرتبط بغياب المياه»، و«عدم توفر مجاري من شأنها تصريف المياه الناتجة عن عملية غسل الأسماك ما بجعلها تشكل بركا في المكان نفسه»، حيث أضاف أن عمال النظافة يبذلون مجهودات لتنظيف هذا المكان، معتبرا أن «المشكل مؤقت، وسيتم تجاوز مع انتقال باعة السمك إلى مكانهم الأصلي». سوق عشوائي للأسماك حول المنطقة إلى نقطة سوداء وفِي انتظار هذا التنقيل، الذي لا يعرف أحد موعده، يبقى من نصيب زوار شاطئ سيدي رحال في جزئه الأول، نفحات روائح كريهة تزكم الأنوف، وتفاقم الأوضاع الصحية لمن يعانون ضيق التنفس، في انتظار الفرج الذي قد يأتي وقد يتأخر لأشهر أخرى، وقد لا يأتي لأن من صوت عليهم المواطنون لتدبير شؤونهم «لا يبالون»، كما قال في تصريح أحد أبناء المنطقة من «حي التنمية».