يستعد المغرب لاحتضان الدورة ال12للألعاب الإفريقية في الفترة الممتدة ما بين 19و31غشت 2019. وفي هذا السياق، كشف وزير الشباب والرياضة، رشيد طالبي العلمي، التحضيرات الجارية لاحتضان المغرب لهذه التظاهرة الرياضية القارية الضخمة. وذلك، في ندوة صحافية عقدها الإثنين 15يوليوز 2019 بالرباط. وشدد العلمي، في كلمته الافتتاحية بحضور أعضاء اللجنة التنظيمية، على أن المغرب «يسعى لأن يقدم نموذجا ممميزا على مستوى التنظيم». واعتبر العلمي أن المغرب قد نجح في رفع تحدي تنظيم هذه التظاهرة في ظرف زمني قياسي تمثل في ثمانية (8) أشهر بعدما تخلت غينيا الاستوائية عن احتضان الألعاب الإفريقية، « وذلك بالرغم من الضغط النفسي الكبير، الذي اشتغلنا فيه خلال مدة التحضير لكن المؤكد أن المغرب أبان عن احترافية كبيرة ستكشف عنها التظاهرة». كذلك، كشف العلمي عن التتبع الملكي للتحضيرات الجارية الخاصة بالتظاهرة الرياضية حيث قال إن الملك محمد السادس قد «أعطى أوامره لأجل تصوير الأغنية الخاصة بالألعاب في الدول الإفريقية». ولفت الطالبي العلمي إلى أن تنظيم المغرب لهذه المنافسة الرياضية القارية، التي انطلقت في 1965، يرتكز على ثلاثة أبعاد. أولها البعد السياسي وهو مرتبط أساسا بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي وعدد الدول المشاركة بهذه النسخة والبالغ عددها 54 دولة، مبرزا أنه رقم استثنائي يميز الدورة عن سابقاتها. فيما يهم البعد الثاني، تأهيل البنيات التحتية لاستقبال المنافسات الأولمبية وصياغة قوانين اللعبة واتفاقيات مع جامعات الدول. أما البعد الثالث، فيتعلق بتوفير التجهيزات الرياضية ذات المواصفات العالمية والتي ستمكن الرياضيين المشاركين بهذه النسخة من تطوير إمكانياتهم للمنافسة في أولمبياد طوكيو 2020. وفي هذا السياق، ذكر طالبي العلمي على أن اختيار محور الرباط/ سلا/ تمارة - البيضاء - ابن سليمان- الجديدة لاحتضان منافسات التظاهرة في 29 لعبة رياضية، تفرضه بالدرجة الأولى المعايير التقنية المعتمدة في اختيار الفضائات الرياضية المناسبة لاحتضان المنافسات وذلك وفق المعايير الدولية المعروفة في هذا السياق. كما أكد على ضرورة تجميع المنافسات في محور جغرافي لتيسير التنقل وبالأساس للتمكن من تنظيم محكم. وقال الطالبي العلمي إن المغرب يراهن من خلال هذه التظاهرة على «خلق إرث تنظيمي وبنائه لأجل المستقبل ولأجل المغرب الذي سيكشف عن قدرات تنظيمية عالية». علما أن التظاهرة ستعرف مشاركة ما يناهز 12ألف رياضي وسيتولى تغطيتها إعلاميا 500 إعلامي من ضمنهم 400 صحفي وإعلامي أجنبي. وبشأن تمكين الجماهير من الولوج إلى الملاعب والفضاءات المحتضنة للمنافسات، أكد المسؤول الحكومي أن التذاكر ستكون مجانية لكن وفق تنظيم محكم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قطاعات حكومية متعددة وكذا القطاع الخاص تسهر على تنظيم هذه النسخة في ظروف ملائمة ومريحة للجماهير سواء المغربية أو الأجنبية. ومن جهته، أكد، المدير العام للجنة المنظمة للألعاب الإفريقية 2019، عبد اللطيف عباد ان المغرب استطاع في وقت وجيز أن يحضر ويجهز نفسه لاستقبال منافسات الألعاب الإفريقية، مشددا على أن هذه الأخيرة تروم بالأساس تشجيع الطاقات الشابة وتطوير مستوى الرياضيين استعدادا لتمثيل بلدانهم في المنافسات الأولمبية. واستعرض عباد برنامج النسخة 12 من الألعاب الإفريقية، والتي خصصت لها ميزانية قدرها 120 مليون درهم. إذ ستعرف مشاركة أزيد من 6000 رياضي من 54 دولة إفريقية يتنافسون ضمن 26 من الألعاب الرياضية من ضمنها 17 نوعا رياضيا مدرجا في قائمة الأنواع الرياضية المنافسة على حجز بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية بطوكيو2020، بغية استقطاب أكبر عدد من الأبطال الأفارقة ، وذلك لأول مرة في تاريخ هذه الألعاب. ويتنافس المشاركون على 1107 ميدالية. وبالمناسبة ذاتها، عبر نائب رئيس اتحاد الجامعات الرياضية الإفريقية، عن إعجابه بسرعة وفعالية المغرب الذي استطاع في فترة جد وجيزة من توفير البنيات التحتية والكفاءات البشرية اللازمة لاستضافة منافسات الألعاب الإفريقية في نسختها 12. ومن جانبه، أكد رئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، أن المغرب رفع مستوى تنظيم الألعاب الإفريقية من حيث جودة البنيات التحتية والكفاءات البشرية واللوجيستيك وقوة الإعلام والجماهير للرياضية. هذا وستجرى النسخة الثانية عشرة للألعاب الإفريقية بكل من الرباط، تمارة ، بنسليمان ، سلا ، الدارالبيضاء و الجديدة، وستعرف تنظيم برنامج ثقافي موازي، يتخلله تنظيم ندوات ولقاءات فكرية وعلمية في مواضيع مختلفة. ويعتمد المغرب على المتطوعين خلال تنظيمه للدورة الثانية عشرة للألعاب الإفريقية وذلك باستقطاب أزيد من 2000 متطوع من ضمنهم طلبة مستقرون بالمغرب ينتمون لدول إفريقيا جنوب الصحراء. وإلى ذلك، شهدت الندوة الصحافية الكشف عن طابعين بريديين خاصين بالتظاهرة الرياضية الإفريقية، أصدرهما بريد المغرب وسيتم طرحهما عشية انطلاق الألعاب بتاريخ 19غشت 2019.