انطلقت، الثلاثاء بوجدة، أشغال الدورة الأولى لجامعة الشباب الإفريقي بالمغرب التي تنظم تحت شعار "شباب إفريقيا : رافعة للشراكة جنوب - جنوب وتعزيز لقيم العيش المشترك". ويلتئم خلال هذه التظاهرة، التي تنظم بمبادرة من الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة إلى غاية 12 يوليوز الجاري، طلبة أجانب من العديد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء ونظراؤهم المغاربة بغية إثارة النقاش بشأن قضايا ذات صلة بتعزيز التبادل والاكتشاف والتعلم بين المشاركين. ويبحث هذا الملتقى مواضيع متعلقة، على الخصوص، بالتنوع الثقافي والعيش المشترك والتعاون جنوب - جنوب والتنمية المشتركة. ويؤكد المنظمون أن هذه الجامعة تعد فرصة لتسليط الضوء على دور الشباب الأفارقة في تنمية بلدانهم والقارة الإفريقية والإسهام في ترسيخ قيم العيش المشترك والتسامح والانفتاح على الآخر. وأضافوا أن اختيار موضوع هذه الدورة ينسجم تماما مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، والذي تجسده الزيارات الملكية المتكررة لبلدان إفريقية لوضع إطار استراتيجي دائم للتنمية المشتركة، وكذا تعزيز التعاون العلمي والتقني مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وقال الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الجامعة تقترح سلسلة من الورشات التي تقدم للشباب الإفريقي الخطوط العريضة للسياسة الوطنية في مجال الهجرة واللجوء التي اعتمدها المغرب منذ 2013 بفضل حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وذكر، في هذا الصدد، بأن المغرب أقر في العام 2013، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، سياسة للهجرة ذات بعد إنساني، تعكس إرادة المملكة، أرض الترحيب والانفتاح، في تعزيز أسسها الديمقراطية ورؤيتها للمجتمع الحديث، وتعبر عن موقفها الواضح والحازم من قضية الهجرة، متحملة نصيبها من المسؤولية في التدبير المشترك والمتعدد الأطراف لها. وأبرز السيد بنعتيق نتائج المبادرات التي باشرها المغرب في مجال استقبال وإدماج المهاجرين، لافتا إلى أن السياسة الجديدة للهحرة مكنت من اتخاذ مجموعة من القرارات والإجراءات الملموسة لتفعيل عملية إدماج المهاجرين من خلال تسوية وضعيتهم الإدارية وتمكينهم من الاستفادة من المنظومات الوطنية في مجالات الصحة والتعليم والتكوين والسكن والتشغيل وفق نفس الشروط التي يستفيد بها المغاربة. وفي السياق، أكد الوزير أن الهجرة تعد رافعة للتنمية والتضامن، معتبرا أن التدبير العقلاني والناجع لإشكالية الهجرة يتطلب في المقام الأول تبني روية إنسانية واعتماد مقاربة تضامنية. من جانبه، نوه وزير الاتصال المالي، المكلف بالعلاقات مع المؤسسات، الناطق باسم الحكومة يايا سانغاري بتنظيم جامعة الشباب الأفارقة بالمغرب، الذي يعتبر أرضا للانفتاح والتسامح وكرم الضيافة ويعد رمزا للعيش المشترك. وقال "بلدي مالي، الذي يتابع العديد من طلبته دراساتهم بالمغرب، يحث على تكثيف عقد مثل هذه اللقاءات الجامعية التي تمكن من إرساء مواطنة إفريقية جديدة بما يجعلها حقيقة ملموسة"، مضيفا أن إفشاء قيم العيش المشترك يفضي إلى تعزيز التفاعل والتبادل والتواصل بين الثقافات. من جهته، أبرز رئيس جامعة محمد الأول بوجدة محمد بنقدور أن تنظيم الدورة الأولى لهذه الجامعة الصيفية يندرج في إطار سياسة الانفتاح التي تنتهجها الجامعة تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى جعل تنمية إفريقيا في صلب انشغالات الدبلوماسية المغربية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن جامعة محمد الأول، التي تستقبل مئات الطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء ينحدرون من 18 بلدا صديقا وشقيقا، ومجلس جهة الشرق بادرا إلى إحداث دار إفريقيا، التي تتوفر على حي جامعي بطاقة استيعابية تصل إلى 400 سرير فضلا عن البنيات الرياضية وفضاءات الترفيه، من أجل استقبال "ضيوفنا الأفارقة" في أفضل الشروط. كما تم، يضيف المتحدث، إحداث المعهد العالي للدراسات الإفريقية، وذلك بغية إعطاء دفعة قوية لدراسة القضايا المتصلة بالتاريخ والتراث المادي واللامادي الإفريقي. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة لقاءات وندوات وورشات تقارب قضايا متصلة، على الخصوص، بالمشترك الثقافي المغربي الإفريقي والسياسة الوطنية للهجرة واللجوء والدبلوماسية الثقافية بالقارة الإفريقية وتشغيل الشباب بالقارة. وتميز حفل الافتتاح بحضور والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي ورئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة مصطفى بنحمزة وشخصيات أخرى.