قال المدير العام بالنيابة للشركة المغربية للجبص والملاط (CMPR) إن الشركة بصمت منذ سنة 2007 على ميلاد نمط جديد من المواد التي تنتجها، مقتحمة بذلك عملية أساسية في مجال البناء، كانت حكرا في إنجازها على مادة الإسمنت. وخلال السنة ذاتها، وبإنشاء الشركة المغربية الجبص والملاط لمصنعها لإنتاج المرطوب، المهيئ أساسا من الجبص، كان عملية الانتاج على موعد مع طفرة جديدة تواكب مستلزمات التحديث في البناء. الندوة الصحافية التي عقدتها الشركة بالوليدية محمد البجطة، مدير عام بالنيابة للشركة المغربية للجبص والملاط، التي تعتبر من الشركات الرائدة على الصعيد الوطني في انتاج الجبص، قال إن «أول معمل للجبص أنشئ في سنة 1950، يعود للشركة المغربية للجبص، ومنذ سنوات الخمسينيات، مازالت هذه الشركة رائدة في انتاج الجبص والمواد المتعلقة به»، حيث أضاف خلال الندوة التي عقدتها الشركة، على هامش الزيارة الإعلامية لمصنعها بمدينة آسفي، أن «مادة الجبص، التي تنتجها الشركة، إضافة إلى باقي المنتجين، كانت تشكل أساس ديكورات التزيين التي تتطلبها عمليات بناء المنازل والأسقف بنسبة تصل إلى ما بين 80 و90٪». ومع «التطور الذي عرفته عمليات البناء والتشييد بالمغرب، يضيف المسؤول ذاته، شهدت عمليات انتاج مادة الجبص بدورها تطورا، حيث ارتفع الطلب على الجبص التي تنتجه الشركة المغربية للجبص والملاط». وقد أكد المدير المساعد للشركة المغربية للجبص أنه بالإضافة إلى «المنتوج التقليدي للجبص المستعمل في التزيين، فإن المنتوج الجديد من مادة الجبص موجه إلى تعويض ما يعرف ب "المرطوب" التقليدي الذي تستخدم فيه مادة الإسمنت، التي كانت المادة المكتسحة لسوق انجاز عمليات المرطوب. وقد لخص المدير ذاته فوائد "مرطوب الجبص"، في أن الجبص منتوج طبيعي 100%، كما أنه مادة عازلة للحرارة والصوت ومعدلة في حال استعمالها في "المرطوب" للرطوبة داخل البيوت التي يتم طلاء جدرانها به خلال عملية المرطوب، ما يحسن أجواء الحياة والعيش بهذه البيوت. المدير العام المساعد يشرح استراتيجية الشركة كما صرح المدير المساعد للشركة أنه خلال سنة 2007 عندما شرعت المغربية الجبص والملاط في إنتاج مرطوب الجبص، كانت الشركة تتوفر على وحدة إنتاج صغيرة لا يتعدى ما تنتجه 50 ألف طن سنويا، واليوم ومع ارتفاع الطلب ومن أجل تلبية الطلبات المتزايدة، ومصاحبة عملية الإقبال أنشأت الشركة وحدة جديدة تصل طاقتها الإنتاجية إلى 250 ألف طن سنويا، ما يعني أن الإنتاج سيصل سقف 300 ألف طن سنويا، جيث إن ما تنتجه الشركة يستطيع سد الخصاص وتلبية الطلب، لتحقق الشركة فائضا يتم تصديره إلى بلدان أخرى. من جانبه أكد «عصام ايت الحبيب»، المدير التقني للشركة المغربية للجبص والملاط، في تصريح لجريدة الأحداث المغربية، خلال الجولة الصحافية التي نظمتها الشركة لوفد من الإعلاميين لمقر مصنعها بمدينة آسفي، أن «الشركة اشتغلت على مشروع التطوير منذ سنتين باستثمار بلغت قيمته 25 مليون درهم، هدفه الرفع من إحدى منتوجات مادة الجبص، والتي تهم مادة أساسية في عملية البناء وهي (المرطوب). وقد مكن هذا الاستثمار الشركة من المرور من عملية انتاج كانت تقتصر على 50 ألف طن كل سنة إلى 250 ألف طن، لتصل عملية الإنتاج مع المواكبة والتطوير والاستثمار المتواصل إلى 300 ألف طن سنويا. وقد تطلبت عملية تطوير مصنع الشركة المغربية للجبص والملاط، وإنجاز هندسته، - يضيف المدير التقني - «الاستعانة بشركة فرنسية، واستخدام معدات تكنولوجية من أحداث ما يعرفه هذا القطاع حاليا»، وهي «المعدات التي تم جلبها من فرنسا، إيطاليا وألمانيا». وقد أكد المدير التقني للشركة المغربية للجبص والملاط، أن هدفها من عملية التطوير الأخيرة، هو مواكبة الارتفاع والطلب المتزايد على مادة «المرطوب» المنجزة من مادة الجبص، عِوَض المادة المتعارف على استعمالها في هذا المجال، ويتعلق الأمر بمادة الإسمنت، حيث إن عمليات التكوين والمواكبة التي باشرتها الشركة في صفوف الحرفيين جعل الإقبال على الجبص في عملية "المرطوب" يرتفع خلال السنوات الأخيرة، بفضل الإيجابيات التي تحققها مادة الجبص المستعملة في "المرطوب" حيث إن الجبص يعتبر مادة عازلة يؤكد المدير التقني للشركة. وأشار عصام أيت الحبيب أن الشركة باستثماراتها الجديدة، تسعى لمواكبة الإنتاج المغربي من مادة الجبص وتثمينه، وجعله يتوفر على المواصفات العالمية من ناحية الجودة. وتنتظر الشركة عبر الرفع من عملية الإنتاج بنسبة 30 % كل سنة مضاعفة ما ينتجه مصنعها بآسفي إلى أربع مرات ما كانت تنتجه قبل عملية التحديث. ورغم ذلك أشار المدير التقني للشركة أن الطلب على مادة الجبص في المغرب، يبقى ضعيفا مقارنة مع باقي الدول، خاصة المجاورة لبلادنا التي ذكر من بينها الجزائر التي قال إن الطلب فيها مرتفع على هذه مادة الجبص وأن كميات الإنتاج هناك - تبعا للطلب - تبقى مهمة.