في خطوة اعتبرت بالجريئة والغريبة، أقدم المكتب المسير للنادي المكناسي فرع السباحة الاستقلال عن المكتب المديري الذي يرأسه المحامي محمد بلماحي، مع تغيير الاسم والشعار. وجاء انفصال النادي من خلال تأسيس جمعية مستقلة تحمل اسم " جمعية النادي المكناسي للسباحة". وتم هذا التغيير من خلال جمع عام استثنائي صودق أثناءه على القانون والنظام الأساسي بعد إجراء مساطر الملاءمة للقانون 30-09. كما تم تقرير تغيير شعار النادي الأحمر والابيض الذي يميز الرياضة المكناسية وتعويضه بشعار أزرق يتوسطه صهريج السواني الذي تمنع فيه السباحة في تناقض صارع كما وصف ذلك باحث في التراث المكناسي. وقد كشف رئيس النادي عبد الاله كروم وضعية النادي القانونية الجديدة وحيثيات لانفصال عن المكتب المديري من خلال ندوة صحفية ولقاء تواصلي بالاباء والأمهانت وبحضور مستشاري جماعة مكناس من فريقي الاغلبية والمعارضة، الذي اعتبروه غير قانوني وهو مازكاه نائبه و الرئيس السابق الدكتور ابو زيد " نائب رئيس المكتب المديري" أيضا. وخلال ذات الندوة الصحفية استعرض الرئيس كروم انجازات النادي وأمجاده وطنيا، ليمر إلى الحديث عن الاكراهات المالية و مصاريف النادي الكبيرة التي تناهز 200 مليون سنويا تتوزع بين مصاريف البنزين و الاجور والتعويضات والتحفيزات، هذا في الوقت الذي يتوفر النادي على موارد مالية مهمة يحصلها من عائدات المدرسة و المقهى والمسبح وتقدر بمئات الملايين سنويا. وتحدث الرئيس كروم عن مشروع تأهيل حوضي سباحة يبلغ طولهما 25 و 8 أمتار وبناء وسبح مغطى جديد من تمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقيمة 264 مليون سنتيم، مشروع صودق عليه بعد فاجعة غرق سباحين بطريقة مؤثرة، غير أنه - يقول الرئيس- المشروع لم يكتمل لنفاد السيولة المالية ويحتاج إلى 155 مليون إضافية. وينتظر دعم الجماعة والعمالة والجهة لاتمام المسبح المغطى الذي سيتستفيد من خدماته عدد إضافي من الممارسين ويرفع من الأداء لحصد المزيد من الألقاب والبطولات، كما سيفتح أبوابه مجانا لذوي الاحتياجات الخاصة مجانا من خلال اتفاقيات شراكة مع جمعيات متخصصة. وما خلق نقاشا واسعا خلال الندوة، شروط ومعايير الانخراط في النادي المتوقف لمدة ثمان سنوات في الوقت الذي سمح بانخراط أربعة أشخاص قيل إنهم سيقدمون إضافة نوعية للنادي من ضمنهم برلماني ورئيس جماعة ينتمون لحزب سياسي واحد. وقد أثار موضوع تغيير اسم النادي وشعاره وهدم منصة القفز ذات العشرة أمتار غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار ذلك "هدما" لتاريخ هذه الرياضة ومعالمها التراثية والتي تم تشييدها خلال فترة الحماية حسب باحثين في التراث المكناسي، وتدميرها دون تعويض اعتبروه مساسا بالرأس المال المادي المكناسي في رياضة الساحة والغطس والكرة المائية الني تشتهر بها مدينة المولى إسماعيل وطنيا وقاريا من خلال حصد جل البطولات، تحت مبرر تهديد هذه المعلمة لأرواح الرياضيين والمرتفقين حسب تقرير مكتب دراسات. ومن جانب آخر اعتبر رأي آخر أن اكتمال مشروع بناء مسبح مغطى بمواصفات عالمية قيمة مضافة لرياضة السباحة بمكناس من شأنه تعزيز مشهدها وطنيا وقاريا ودوليا وهو المشروع الذي يتعرض حسب نفس المتحدثين إلى معارضة تتدخل فيها الحسابات السياسوية والصراعات الشخصية، في الوقت الذي يعتبر اخرون أن تدبير المرفق والمشروع تحوم حوله عده علامات استفهام.