أكد عبد الواحد الراضي القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن "قضية الصحراء المغربية ابتدأت مع الجزائر لذلك يجب أن تنتهي مع هذه الجارة الشرقية التي غيرت في كل شيء". وأضاف أن "الجزائر السوفياتية، غيرت السياسة وغيرت الاقتصاد وغيرت كل شيء لكن عداءها للوحدة الترابية للمغرب وقضية الصحراء المغربية لم يتغير وظلت سياستها كما هي بهذا الخصوص». وجاء هدا الموقف بعد مواقف سابقة لدبلوماسيين مغاربة أكدوا فيه أن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية هو مشكل جزائري مغربي , وهو مضمون الرسالة التي بعث الملك محمد السادس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس ابان أزمة الكركرات وأبلغه فيها أن "الجزائر هي المسؤول رقم واحد عن التوغلات الأخيرة ل "البوليساريو" في المنطقة العازلة، وذلك بدعمها للانفصاليين بالأسلحة والملاجئ" . وحملت "رسالة الملك محمد السادس إلى غوتيريس معاني صارمة ومباشرة فيما يتعلق بمسؤولية الجزائر في الصراع الذي نشأ حول الصحراء المغربية، "الجزائر لديها المسؤولية الصارخة. الجزائر المالية ، الجزائر الملاجئ ، الجزائر للأسلحة، الجزائر تدعم البوليساريو دبلوماسيا"، حسب ما جاء في نص الرسالة التي حملها وزير الخارجية والتعاون المغربي، ناصر بوريطة، إلى نيويورك". وذكر الراضي في لقاء نظمه فرع حسان بالرباط وقام بتسييره حسن نجمي ، أن "المغرب بلد عريق وحدوده التاريخية كانت معترفا بها دوليا من البحر الأبيض المتوسط إلى حدود نهر السنغال، إلا أن الاستعمار هو من رسم حدودا جديدة، وغير الخريطة". وأشار إلى أن "قضية الصحراء المغربية كان لها أن تنتهي بعد الاتفاق مع اسبانيا لتسلم هذه الأقاليم بكيفية رسمية للمغرب وموريتانيا خاصة أن الاتفاقية تم وضعها في أرشيف الأممالمتحدة لكن الجزائر لم تستسغ استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية". كما استعرض الراضي القائد السياسي والديمقراطي، الذي تدرج في مواقع المسؤولية من الموقع البرلماني إلى الموقع الحكومي، تاريخ الوحدة الترابية للمغرب انطلاقا من استعمار اسبانيا للصحراء، وجهود المغرب في منظمة الوحدة الإفريقية ثم منظمة الأممالمتحدة دفاعا عن وحدته الترابية واسترجاع أقاليمه الصحراوية. وقدم الراضي كرونولوجيا الأحداث والمحطات التي طبعت ملف الصحراء المغربية، كالاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا لتسليم الصحراء للمغرب، بالإضافة إلى انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية وملابسات وحيثيات تحيزها للبوليساريو بدعم من بعض الدول الإفريقية المعادية للمغرب، وصولا إلى المسيرة الخضراء المظفرة. ثم المفاوضات مع إسبانيا من أجل تسليم الساقية الحمراء ووادي الذهب باعتبار الحق التاريخي للمغرب والبيعة التي تجمع سكان الصحراء بحكام المغرب تاريخيا، ثم توجه المغرب الى محكمة لاهاي التي أصدرت رأيها التاريخي على أن الصحراء لم تكن أرض خلاء وكان لساكنتها علاقة البيعة بالملوك العلويين ثم مسألة الاستفتاء التي طرحت وموقف الحزب وقائده عبد الرحيم بوعبيد منه. فضلا عن تطورات القضية الوطنية في ردهات الأممالمتحدة والمناورات السياسية التي كانت تقودها الجزائر وجنوب إفريقيا ضدا عن الوحدة الترابية .