تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين السودانيين على وسط العاصمة الخرطوم ليل الخميس-الجمعة 31 ماي 2019، للمطالبة بحكم مدني، وسط زيادة التوتر مع المجلس العسكري الحاكم، الذي قال إن «ميدان الاعتصام أصبح خطراً على البلد والثوار». ويبرز الاحتشاد، الذي جاء تلبية لدعوة أطلقها زعماء الاحتجاج لتصعيد الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، اضطراب الوضع في السودان بعد نحو شهرين من عزل الجيش للرئيس السلطوي عمر البشير. ويأتي بعد إضراب استمر يومين نظمه متظاهرون وجماعات معارضة محبطة من الجمود الذي يعتري المحادثات بشأن الانتقال إلى الديمقراطية. واتهم قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم اللواء بحر أحمد بحر عناصر منفلتة بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام. وقال في بيان بثه التلفزيون: «ميدان الاعتصام أضحى غير آمن ويشكل خطراً على الثورة والثوار ومهدداً لتماسك الدولة وأمنها الوطني». ويتهم المحتجون قوات الدعم السريع بمحاولة تقويض الانتقال إلى الديمقراطية، وهي تهمة تنفيها القوات. واستقرار السودان حاسم بالنسبة لأمن منطقة مضطربة تجد صعوبة في احتواء حركات تمرد من القرن الإفريقي مروراً بمصر ووصولاً إلى ليبيا. وتحاول قوى مختلفة، منها دول الخليج العربية الثرية، التأثير في مسار الثورة السودانية. وذكر شاهد من رويترز أن المحتجين الذين كانوا قد تدفقوا على موقع الاحتجاج رددوا هتافات ضد قوات الدعم السريع، وهي قوة شبه عسكرية يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الفريق ركن محمد حمدان دقلو. ورددت الحشود هتاف «قوات مسلحة بس والدعم يطلع برة»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع. ووقف البعض أمام شاحنات عسكرية تستخدمها القوة التي تسيطر على العاصمة. ويتهم دقلو، الذي يشتهر بلقب حميدتي، المحتجين بالحصول على دعم خارجي، وقال إنه ليس من حقهم التحدث باسم جميع السودانيين.