هي جريمة شنعاء وقعت قبل سنة تقريبا وبالضبط في اليوم الأول من شهر رمضان الفائت قبيل موعد الإفطار بدقائق قليلة، عندما أقدم شاب يعاني من اضطرابات نفسية على قتل والدته بعدما وجه لها ضربات بواسطة قنينة غاز كانت سببا في مغادرتها لهاته الحياة ،حيث أصدرت هيئة محكمة الاستئناف بآسفي الأسبوع الماضي حكمها على الجاني بعشرين سنة حبسا نافذا. فحقيقة إنه ابن عاق ينحدر من دوار أولاد إبراهيم بالجماعة القروية لحضر التابعة لإقليم آسفي،والذي بينه وبين رضى الوالدين والحنان والعطف مسافة الأرض عن السماء عندما أقدم على قتل والدته المسنة البالغة من العمر 69سنة بعدما تأثرت بالجروح البليغة التي تعرضت لها من طرفه. فالجاني الابن هذا المتزوج والأب لأطفال،لم يختر سوى اليوم الأول من شهر رمضان الفائت،وبالضبط لحظات قليلة قبيل موعد آذان المغرب لتنفيذ جريمته الشنعاء في حق أقرب الناس إليه ألا وهي والدته،والتي سينال بسبب جريمته النكراء هاته عقابين اثنين، الأول في الدنيا بعد الحكم عليه بعشرين سنة حبسا نافذا،والعقاب الثاني ينتظره في الآخرة عند ملاقاة ربه . فالابن العاق هذا البالغ من العمر حوالي 30سنة،وهو من ذوي السوابق العدلية،معروف باعتداءاته المستمرة على ساكنة الدوار الذي يقطنه من خلال الشكايات والعرائض المقدمة ضده،آخرها الشكاية التي وضعت بين يدي وكيل الملك بابتدائية آسفي في موضوع مواطن أصبح يشكل خطرا على السكان بتاريخ 5فبراير 2018تحت رقم 513،لكنه ظل حرا طليقا. لم يجد الابن العاق أداة يستعملها في الاعتداء على والدته المسكينة سوى قنينة غاز صغيرة، بهاته الأخيرة ظل يوجه لها ضربات قوية صوب رأسها،والتي كانت سببا في مفارقتها للحياة،بعدما دافعت الضحية المسكينة المسنة عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة قصد التخلص من قبضة الجاني. لكن ونظرا لكبر سنها،لم تتمكن من التخلص من قبضة هذا الوحش الآدمي،هذا الأخير تمكن في آخر المطاف من تهشيم رأسها بواسطة القنينة ،حيث عثرت عناصر الدرك الملكي عند معاينتها للجثة شظايا الرأس متطايرة هنا وهناك وسط الغرفة. فالسلوك غير الحسن الذي كان يتصف به الجاني بالدوار جعل عددا من ساكنة الدوار يقدمون شكايات ضده إلى الجهات المسؤولة ،خصوصا عندما فقأ عين أحد الساكنة الذي سبب له عاهة مستديمة ،والسرقات التي كان يقترفها،واعتراضه سبيل المارة،إذ وصلت الأمور بعدد من الأسر إلى منع أبناءها من الذهاب إلى المؤسسات التعليمية خوفا من بطشه. بعد انتهاء الجاني من جريمته الشنعاء وتركه لوالدته جثة هامدة مضرجة في دمائها،فر هاربا في اتجاه منطقة مول البركي،ليقرر ابن خالته ملاحقته. بعد مطاردته من قبل ابن خالته،تمكن هذا الأخير في آخر المطاف بمنطقة مول البركي من شل حركة الجاني،ويخبر على الفور عناصر الدرك الملكي،هاته الأخيرة حضرت إلى عين المكان. وتمكنت من توقيف الجاني الذي وضع تحت تدابير الحراسة النظرية،ثم الاستماع إليه في محضر قانوني يتضمن أسباب إقدامه على هذا الفعل الإجرامي في حق والدته المسنة،ومثوله بعد ذلك أمام أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي . هذا الأخير أحاله على قاضي التحقيق بذات المحكمة ، لتتم بعد ذلك إحالته على المحاكمة ، وبعد العديد من الجلسات فاقت السنة أصدرت هيئة المحكمة حكما عليه يقضي بقضائه لعقوبة سالبة للحرية تصل مدتها إلى عشرين سنة