انطلقت اليوم الأربعاء مسابقة الأغنية الأوروبية في تل أبيب، التي ستستمر حتى السبت 18 ماي، الجاري بمشاركة 42 دولة. وتم اختيار إسرائيل في سبتمبر الماضي، لاستضافة المسابقة بعد أن فازت المغنية الإسرائيلية (نيتا بارزيلاي) بالنسخة ال63 من المسابقة، العام الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة بأغنيتها (لعبة) المنددة بالتحرش الجنسي، وجرت العادة أن تستضيف الدولة الفائزة، مسابقة العام التالي. ويثير "يوروفيجن" الجدل هذا العام وسط دعوات لمقاطعة دورتها الحالية من قبل حملات في مختلف أنحاء العالم داعين لمقاطعة الحفل بسبب سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وفي الوقت، الذي كانت فيه إسرائيل تستعد لمهرجان غنائي، تصاعدت حدة الأحداث الميدانية مع قطاع غزة بعد القصف والعدوان المتواصل، وامتدت الغارات الجوية إلى القصف الأرضي على القطاع من قبل القوات الإسرائيلية. ودعا أكثر من 170 فنانا وناشطا سويديا، إلى مقاطعة مسابقة "يوروفيجن" المقرر عقدها في تل أبيب تأييدا للقضية الفلسطينية. ونشرت صحيفة "افتونبلاديت" السويدية نص العريضة التي وقع عليها النشطاء، وتقول: "لا يمكننا نحن الموسيقيون والشخصيات الثقافية السويدية الذين وقعوا هذه الرسالة أن ننظر بصمت إلى كيفية استخدام إسرائيل مسابقة يوروفيجن الموسيقية الدولية لإخفاء جرائمها ضد الشعب الفلسطيني". واتهم النشطاء السلطات الإسرائيلية بالفصل العنصري وانتهاك الحقوق الأساسية للفلسطينيين واقترحوا تعليق المشاركة الإسرائيلية في المسابقة. وكان من بين الموقعين الموسيقيين يواكيم توستروم، لوف أنتيل، ستيفن ساندستروم، ومايكل فيو. ووصلت فرقة أيسلندية تحمل اسم "هتاري" لمسابقة يوروفيجن بأغنية عنوانها "ستنتشر الكراهية". وقامت الفرقة في أدائها الموسيقي على المسرح بتمثيل مجموعة من الأشخاص الملطخين ببقع من الدماء. ووفقا لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية سعت إسرائيل إلى استخدام يوروفيجن لتحقيق مكاسب سياسية، وكانت تخطط أصلا لاستضافتها في القدس بهدف الاعتراف الدولي بالمدينة عاصمة لها، إلا أن المنظمون اختاروا تل أبيب بدلا من ذلك. وبحسب الصحيفة انتقدت عن الفرقة التي ارتدت ملابس جلدية خلال أدائها استضافة إسرائيل ليوروفيجن، لافتين إلى أن مسابقة هذا العام "مبنية على كذبة" على حد قولهم. وأشار أحد أعضاء الفرقة تريجفي هارالدسون: "إن يوروفيجن ، بالطبع ، شيء جميل لأنه يعتمد على أفكار السلام والوحدة ، وهو يعقد هذا العام في بلد شابته الصراعات والخلافات". وانطلقت قبل أيام من بدء مهرجان الأغنية الأوروبية في العاصمة الايرلندية دبلن أكبر حملة لمقاطعة مسابقة الاغنية الأوروبية تحت شعار "Nothing To Sing About". ووفقا لصحيفة "ذي جورنال" الأيرلندية لاقت الحملة التي تضمنت ملصقات تدعو لمقاطعة المهرجان أصداء كبيرة بين فئات المجتمع الايرلندي الذي ابدى تضامنه بشكل ملفت للنظر من خلال عدد من المسيرات والتظاهرات التي تدعو القائمين على المحطة الرئيسة (RTE) بعدم بث الاحتفال. وشارك في الحملة عدد من الصحافيين الأيرلندين والكتاب الذين خطت أقلامهم عدد من المقالات الداعمة للمقاطعة. يذكر أن يوروفيجن هي مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ العام 1956، وتعد أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين الذي يقدر بما بين مئة وستمئة مليون شخص حول العالم في السنوات الأخيرة.