بعد مرور حوالي ثمانية أشهر على افتضاح قيام طبيبة عيون و زوجها الجراح المختص في أمراض الأنف و الحنجرة باستغلال مركب الجراحة بالمركز الاستشفائي الإقليمي لخنيفرة لإجراء عمليات جراحية سرية، عادت ذات الطبيبة لتواجه، مرة أخرى، تهمة التسلل إلى المركب الجراحي للقيام بعمليات سرية لإزالة "الجلالة" لمرضى تحوم شبهات حول ظروف إدخالهم إلى المستشفى. الواقعة شكلت موضوع تقرير رفعه حارس عام بالمستشفى أفاد فيه بأنه في الساعة الثانية صباحا من يوم السبت 27 أبريل الجاري، تم ضبط الطبيبة المذكورة بالمركب الجراحي متلبسة بإجراء عمليات لإزالة "الجلالة"، دون أن يكون حاضرا معها، بغرفة العمليات، لا طبيب الإنعاش و لا أي من طاقم التمريض المفروض تواجدهم في مثل هاته التدخلات الطبية. الحارس العام أضاف في تقريره أنه و عندما تقدم لاستفسار الطبيبة عما تفعله في تلك الساعة المتأخرة من الليل ب"البلوك"، فوجئ بها تنفجر في وجهه بعبارات جارحة، من تأثير الإرهاق الشديد الذي كانت عليه بسبب ماراثون العمليات الجراحية الذي كانت بدأته حوالي الساعة العاشرة ليلا، و استمر على مدار 4 ساعات كاملة إلى حدود الساعة الثانية صباحا، رغم ما كان يشكله ذلك من خطورة على السلامة الجسدية للمرضى الذين اضطرتهم الظروف لأن يضعوا أعينهم تحت رحمة مبضع طبيبة جراحة كان يغالبها النوم و التعب. و تعليقا على ذلك قالت مديرة المستشفى بالنيابة في اتصال ب" أحداث أنفو" أنه و فور توصلها بتقرير الحارس العام بادرت إلى فتح تحقيق إداري، تبين لها بناء عليه أن الأمر لا يتعلق بعمليات سرية بل بعمليات عادية تمت وفق البرنامج الروتيني للطبيبة المعنية، موضحة أن هاته الأخيرة اضطرت إلى القيام بذلك ليلا بسبب ضيق الوقت، بعدما قضت فترة النهار كلها، حسب المديرة، في إجراء الفحوصات للمرضى الذين توافدوا على المستشفى يومها. تأكيد المديرة على السلامة المعيارية و القانونية للعمليات الليلية التي أجرتها طبيبة العيون، لم يمنع من توجيه إلقاء اللوم على المندوب الإقليمي للصحة بخنيفرة المتهم بالتساهل مع الطبيبة و زوجها رغم ما يَجُرّانِه وراءهما من سوابق تؤكد تورطهما في عمليات جراحية سرية كان خلالها "الطبيب يذبح و مرتو تسلخ"، دون أن يتم عرضهما على المجلس التأديبي بسبب تعليمات أقبرت التحقيق في مهده، حسب مصادر من داخل المندوبية، بررت ذلك بضعف شخصية المندوب أمام لوبي الأطباء بالسبيطار و تخوفه من ردة فعل هؤلاء في حال قيام المجلس التأديبي بإنذار الطبيبين أو توقيفهما مع ما يعنيه ذلك من إمكانية عزلهما عن العمل في حال عودتهما لارتكاب أخطاء مهنية مماثلة لتلك.... اتهامات نفاها المندوب الإقليمي للصحة بخنيفرة، الذي أكد في اتصال ب" أحداث أنفو" أن التحقيق مع "الكوبل" الطبي أخذ مجراه الطبيعي و انتهى بعرضهما على المجلس التأديبي الذي قضى براءة المعنيان بالأمر من المنسوب إليهما و ذاك لغياب الأدلة و القرائن التي تدينهما و تثبت تورطهما في القيام بعمليات جراحية سرية. للتذكير فقد سبق ل"أحداث أنفو" أن كشفت تسلل "الكوبل" الطبي إلى "البلوك" من أجل إجراء عملية جراحية سرية لاستئصال اللوزتين كادت أن تودي بحياة مريضة مسنة لولا تدخل طبيب للإنعاش تصادف تواجده لحظتها بالمركب الجراحي و الذي تمكن في آخر لحظة من إنقاذ المريضة من موت محقق، قبل أن يرفع تقريرا إلى الإدارة اتهم فيه زميله المختص في جراحة الأنف و الحنجرة بأنه كان بصدد إجراء عملية سرية، في غياب طبيب الإنعاش و طاقم التمريض، وأن زوجته طبيبة العيون، التي لا علاقة لها بالتخدير هي من قامت بتخدير المريضة و إعدادها للعملية، مضيفا أن جهل هاته الأخيرة بالقواعد الأساسية لاستعمال البنج جعلها تتجاوز الجرعة المطلوبة مما كاد يؤدي إلى وفاة المريضة بسبب توقف ضخ الأكسجين إلى دمها.