بعد أن امتنعت السنة المنصرمة من التصويت حول القرار الأممي بمجلس الأمن بشأن بعثة المينورسو في الصحراء المغربية، ينتظر أن تصوت روسيا بالايجاب نهاية الشهر الجاري. مسودة القرار الذي تم تقديمه الثلاثاء الاخير ونوقش على مستوى الخبراء أمس الأربعاء، حسب مصادر اعلامية، سيحظى بموافقة روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الروسية مؤخرا، عن دعم روسيا لحل سياسي مقبول بين طرفي النزاع ويتماشي مع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. ودعا بيان أصدرته الخارجية الروسية إلى ضرورة مواصلة الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة تنهى النزاع وتساهم في تحسين الأوضاع في المنطقة المغاربية. وأعلنت في هذا الصدد عن دعمها وتأييدها لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء هورست كولر .. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة اثناء زيارته الى روسيا قد أكد أن "المغرب يريد حلا واقعيا لقضية الصحراء، و"غير مستعد للتعامل مع مواقف تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي". ودعا بوريطة، في حديث لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، "كافة الأطراف إلى التحلي بالواقعية والإرادة الحقيقية للوصول إلى حل" لهذه القضية. وأبرز الوزير أن "المغرب تعامل، منذ البداية، بوضوح مع هذا المسلسل (اللقاءات المتعلقة بالصحراء)، ولا يريد اجتماعات لمجرد اجتماعات، ويريد إنهاء هذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده"، مضيفا "إذا كانت هناك رغبة حقيقية عند الأطراف الأخرى، فالمغرب وضع فوق الطاولة مبادرة للحكم الذاتي". وسجل بوريطة أنه "إذا كانت بعض الأطراف لا تزال متمسكة بمواقف عفا عنها الزمن، فالمغرب يخرج بنتائج ويحدد موقفه، لكنه غير مستعد للاستمرار في مسلسل للكلام ولاجترار مواقف متناقضة مع قرارات مجلس الأمن، وأكثر من ذلك، مواقف غير عملية وبعيدة عن التوافق". وحول جولة جنيف الأخيرة، أوضح بوريطة أن "الاجتماع الذي كان في جنيف يأتي في إطار هذا المسار الجديد، وكان هناك تقدم، لكنه غير كاف، لأن اليوم ما هو ضروري هو أن تتحلى كل الأطراف المعنية بإرادة حقيقية للدفع نحو حل واقعي عملي مبني على التوافق، مع الابتعاد عن الأحلام والأشياء غير الممكنة". للاشارة فان المسودة الأولى للقرار نوقشت أول أمس الثلاثاء من طرف مجموعة أصدقاء الصحراء (الولاياتالمتحدة, روسيا, المملكة المتحدة, إسبانيا وفرنسا), في اجتماع بنيويورك، حيث تعتزم الولاياتالمتحدة وهي صائغة اللوائح حول الصحراء، المصادقة على النص بالتوافق، بحيث صدرت شهر أكتوبر المنصرم آخر لائحة صادق عليها مجلس الأمن الدولي حول المينورسو ب 12 صوتا مقابل ثلاثة امتناعات عن التصويت (روسا وبوليفيا وإثيوبيا). وبعد انقضاء مدة التمديد التي دعت إليها الولاياتالمتحدة من أجل الضغط على طرفي النزاع لمواصلة المفاوضات, فإن المشروع الأمريكي يؤكد على ضرورة تدعيم هورست كوهلر في مهمة وساطته.