"لا يسعني اليوم إلا أن أكون فخورا وأنا أعاين النتائج الملموسة التي تم تحقيقها بعد سنوات من الآمال والجهد والتفكير, في إطار من التقدير والتكريم لفلسفة ورؤية مؤسس هذه التظاهرة الرياضية الكبرى منذ سنة 1971, صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني, الذي كان دائما يعتبرها حدثا موحدا وهاما في خدمة صورة بلادنا وتقدمها". هذا ما أكده الأمير مولاي رشيد رئيس جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف, والجامعة الملكية المغربية للغولف, في رسالة وجهها إلى المشاركين والمشاركات وضيوف الدورة السادسة والأربعين لجائزة الحسن الثاني للغولف والدورة الخامسة والعشرين لكأس لالة مريم للغولف المقامتان في مسالك الغولف الملكي دار السلام. وأشار الأمير مولاي رشيد إلى أن دورة هذه السنة تحمل شعار : "التعبئة الفعلية لمختلف الهيئات والمؤسسات الوطنية المعنية بتطوير رياضة الغولف في بلادنا", قبل أن يوضح أن الأمر يتعلق ب"تعبئة اقتصادية وسياحية تتجلى في استضافة مدينة مراكش خلال شهر أكتوبر القادم للدورة الثانية والعشرين لسوق السفر الدولية لرياضة الغولف. هذا المعرض الدولي الهام يعد محطة ذات أهمية بالغة من أجل تنمية الشراكات بين الفاعلين السياحيين الأجانب والمهنيين في قطاع السياحة الوطنية ذات الصلة برياضة الغولف". وأكد الأمير مولاي رشيد أن هذه التظاهرة تعتبر حدثا هاما يستهدف دعم وجهة المغرب, وتكتسي المنافع المتوقعة منه أهمية بالغة", قبل أن يضيف بأنه تم الإعلان مؤخرا عن شراكة رئيسية بين الجامعة الملكية المغربية للغولف والمكتب الوطني المغربي للسياحة وجهة مراكشآسفي ومهنيي القطاع السياحي بالمدينة من أجل أن يتم تنظيم هذا الملتقى بتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية وبشكل جماعي, مشيرا إلى أن فوائده لن تقتصر على ملاعب الغولف بمدينة مراكش فحسب, بل ستمتد لتشمل مجمل قطاع السياحة في المدينة وباقي ملاعب الغولف في المملكة. وكشف رئيس جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف أن المغرب يشهد تعبئة أخرى لا تقل أهمية تستهدف تعزيز الكفاءات المهنية والرياضية ذات الصلة بمهن الغولف بغية تحسين منتوج الغولف المغربي تحت إشراف الجامعة, وذلك في إطار شراكة متينة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ووزارة الفلاحة من جهة, وجمعية لاعبي الغولف المحترفين في فرنسا من جهة ثانية, موضحا أن الهدف من هذه الشراكة هو توفير اليد العاملة المؤهلة التي يتطلبها سوق الغولف, والتي ستساهم في جذب المزيد من السياح الأجانب، الذين يزورون ملاعب الغولف المغربية, وتوسيع قاعدة ممارسي هذه الرياضة على الصعيد الوطني. وأكد الأمير مولاي رشيد أنه على المستوى المؤسساتي عملت كل من الجامعة الملكية المغربية للغولف والأندية المنضوية تحت لوائها على ملاءمة النصوص القانونية لجمعياتها مع مقتضيات القانون رقم 30-09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة, وذلك من أجل تنظيم الممارسة وفتح هذه الرياضة أمام الاستثمار الخاص. وعلى المستوى البيئي أوضح الأمير مولاي رشيد أن الجهود المبذولة من أجل سقي ملاعب الغولف بالمياه المستعملة بعد معاجتها مازالت مستمرة, مضيفا أن 20 ملعبا للغولف يحظى اليوم بنظام للري بالمياه العادمة المعالجة, فيما يسعى عشرون ملعبا آخر لإتمام مشاريع مماثلة في طور الإنجاز, من بينها الغولف الملكي بأكادير والغولف الملكي دار السلام. واعتبر الأمير أن هذه المشاريع لم يكن من الممكن تحقيقها بمحض الصدفة, بل هي نتاج سنوات من التفكير الجماعي لمختلف الفاعلين والخبراء في مجال الغولف المغاربة والأجانب, والذي يتم بمناسبة كل دورة من دورات جائزة الحسن الثاني, على شاكلة موائد مستديرة أو ندوات علمية أو أيام دراسية. وختم مولاي رشيد رسالته بالتشديد على أنه رغم كل ما تحقق "مازال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لتغيير نظرة الجمهور العريض لهذه الرياضة من الناحية الاقتصادية, من خلال الرفع بشكل مستمر من عدد السياح الأجانب الممارسين لرياضة الغولف, ومن الناحية الرياضية, بتشجيع انفتاحها على أكبر عدد من المزاولين, وبالتالي تعزيز فرص بروز نخبة قادرة على رفع رايتنا عاليا في المحافل الدولية".