الخرطوم, 8-4-2019 - انتشرت قوات الجيش السوداني الاثنين في محيط مقر القيادة العامة في الخرطوم، فأغلقت طرقا عدة مؤدية إلى المجمع المحصن الذي يعتصم متظاهرون مناهضون للرئيس عمر البشير أمامه منذ ثلاثة أيام، بحسب ما أفاد شهود. وقال الشهود إن الجنود نصبوا حواجز في الشوارع القريبة من المجمع الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير لمنع السيارات من الاقتراب. ومنذ اندلاع التظاهرات في كانون الأول/ديسمبر، يشن عناصر من جهاز الأمن والمخابرات النافذ وشرطة مكافحة الشغب حملة أمنية على المتظاهرين، إلا أن الجيش لم يتدخل. وفي وقت مبكر من صباح الاثنين، وصلت مركبات عدة تحمل عناصر من جهاز الأمن والمخابرات وشرطة مكافحة الشغب إلى الموقع حيث يحتشد المتظاهرون بشكل متواصل منذ السبت، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. وقال شاهد طلب عدم الكشف عن هويته "بدأت قوات الأمن بعد ذلك إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين". ويتظاهر الآلاف منذ السبت خارج المجمع حيث يهتفون بشعارات مناهضة للحكومة. ودعوا الجيش لدعمهم في المطالبة باستقالة البشير. ويشهد السودان حركة احتجاجي ة منذ 19 كانون الأو ل/ديسمبر، إذ يتهم المتظاهرون حكومة البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد ما أد ى إلى ارتفاع أسعار الغذاء في ظل نقص في الوقود والعملات الأجنبية. وانفجر الغضب الشعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية في الشارع، عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. وسرعان ما تصاعدت وتيرة التحرك ليتحول إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضد حكم البشير. ويقول مسؤولون إن 32 شخصا ق تلوا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات حتى الآن، بينما تقد ر منظ مة "هيومن رايتس ووتش" عدد القتلى ب51 بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة. وبينما تراجع حجم وكثافة التظاهرات في الأسابيع الأخيرة جراء إعلان البشير حالة الطوارئ، شهد السبت عودة الزخم للحركة مع خروج آلاف المتظاهرين في مسيرة وصلت إلى مقر القيادة العامة للجيش.