وقعت جريمة قتل جمال خاشقجي، الشهيرة، في أكتوبر 2018، وفي الشهر الموالي نونبر، اختفى أحد الأشخاص بطنجة في ظروف غامضة، وتوصلت النيابة العامة في شهر دجنبر بشكاية في الموضوع. واستمر البحث إلى أن تم اكتشاف في شهر أبريل الجاري، بعد مرور حوالي خمسة أشهر، أن الأمر يتعلق بجريمة قتل، استعمل فيها المنشار لقطع جثة الضحية قبل إحراقها لإخفاء معالم هذه الجريمة. طريقة التخلص من الجثة، والاستعانة بالمنشار لإنجاز هذه المهمة، من الأمور التي أثارت انتباه المحققين، بعدما تزامنت هذه الجريمة مع فترة تداول معطيات حادث مقتل خاشقجي عبر وسائل الإعلام الدولية. وكشفت التحريات الأمنية، التي باشرتها الشرطة القضائية بكل من طنجةوالدارالبيضاء، عن إقدام المشتبه فيهما بقتل الضحية بمدينة طنجة بعد ترصده بحومة "الشوك"، وإخفاء جثته داخل كراج بمنطقة "مغوغة الكبيرة"، وبعد ذلك قاما بنقلها إلى ضواحي المدينة بتراب الجماعة القروية "أحد الغربية"، وهناك عند مجرة مائي تم قطع الجثة وإحراقها وتذويبها، قبل التخلص من أدوات الجريمة في وادي "تاهدرات" بين طنجة وأصيلة. وبطل هذه الجريمة، وفق المعطيات الأولية للبحث الجاري حول هذه القضية، مواطن مصري، صاحب متجر لبيع الأعشاب الطبيعية بطنجة، تم إلقاء القبض عليه الأسبوع المنصرم، بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة قتل عمد مقرونة بالتمثيل بجثة الضحية. المعني بالأمر، حسب أبحاث الشرطة القضائية، قام رفقة مساعده باستدراج شريكه التجاري السابق من الدارالبيضاء إلى مدينة طنجة، وعمد إلى تصفيته جسديا وإحراق جثته بأرض خلاء ضواحي مدينة طنجة، لأسباب يحتمل أن يكون مردها خلافات تجارية سابقة بين الطرفين. ومكنت الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية من العثور على سيارة الضحية التي رُفعت منها آثار دماء وعينات بيولوجية يحتمل أنها تخص الهالك، كما تم تحديد مسرح الجريمة الذي عثر به على بقايا رماد، وهي المحجوزات التي يتم حاليا إخضاعها للخبرات الضرورية بمختبر الشرطة العلمية والتقنية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. الشخص الموقوف، صاحب الجنسية المصرية، 48 سنة، من ذوي السوابق القضائية، بعدما كان الضحية، 58 سنة، قيد حياته قد رفع دعوى قضائية ضده يتهمه فيها بخيانة الأمان، وخلال تواجده بالسجن (حكم بستة أشهر) التقى بأحد النزلاء وعرض عليه مساعدته من أجل إعداد خطة للانتقام من الشخص، الذي كان سببا في اعتقاله، وفعلا مباشرة بعد الإفراج عليهما التقيا لتنفيذ ما اتفقا عليه حول عملية تصفية الضحية. مصالح الشرطة القضائية بطنجة، قامت بإعادة تمثيل الجريمة، قبل تقديم المشتبه فيهما أمام الوكيل العام وقاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بطنجة، وتقرر إيداعهما بالسجن رهن الاعتقال الاحتياطي من أجل متابعتهما حول المنسوب إليهما.