لا زال مئات المواطنين بضواحي مدينة فاس «يتعذبون» في سبيل الحصول على حاجياتهم من الماء الصالح للشرب من مصادر للمياه العذبة، ما يحتم عليهم اللجوء إلى نهر سبو المجاور. وبسبب شدة تلوثه، يعمد الأهالي إلى غلي الماء الذين يجلبونه من النهر عدة مرات ثم ترشيحه قبل شربه على مضض. ورغم ارتفاع منسوب مياهه وتكرار الفيضانات التي شهدها خلال موسم الأمطار الحالي، لم يتخلص نهر سبو من مشكل التلوث الحاد الناتج عن المخلفات السامة التي تقذفها منشآت مدينة فاس في مجرى النهر. هذا المشكل بات يقض من جديد مضجع العشرات من الدواوير المحاذية للنهر الذي يشكل مصدرا أساسيا للساكنة في التزود بحاجياتها من الماء للشرب واستعماله في النظافة. ويتعين على سكان دواوير تابعة لمنطقتي حمرية ومكانسة تحمل درجة التلوث الحادة التي يعرفها النهر، وكذا تحمل الروائح الكريهة المنبعثة من النهر، التي تزداد حدة مع ارتفاع درجة الحرارة. ولا ينفي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب «خطورة» شرب المياه مباشرة من النهر بفعل المواد الملوثة السامة التي تصرف في النهر انطلاقا من مصانع وورشات الحرف والمراكز الصحية بفاس. وتحدث مصدر منه أن «المجهودات جارية لتدارك هذا المشكل عن طريق إحداث محطة ضخمة بمنطقة «زنجفور» لمعالجة مياه النهر».