غمرت مياه واد سبو المحطة الأولية للضخ، مما خلف أضرارا بليغة أدت إلى توقف أجهزتها ومنشآتها عن العمل، وقد ترتب عن ذلك نقص وتلوث الماء الصالح للشرب ببعض أحياء مدينة فاس وخصوصا الواقعة بالمرتفعات. وأفاد بلاغ لولاية جهة فاس بولمان توصلت التجديد بنسخة منه، أن الأعطاب التي أصابت المحطة جاءت نتيجة التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها الجهة يوم الجمعة المنصرم، مما أدى إلى حمولة مهمة واستثنائية على مستوى الواد، حيث سجلت في وقت الذروة 1400 متر مكعب في الثانية، بما يعادل 700 مرة أضعاف معدل الاستهلاك العادي لمدينة فاس. وعملت السلطات المحلية أول أمس الأحد على تعميم بلاغ لقسم الشؤون الداخلية بولاية فاس بولمان على بعض المساجد، تناشد فيه المواطنين للتحلي بروح التضامن، وتحثهم على تفهم وتقدير الإكراهات التي خلفتها هاته الوضعية الاستثنائية، إلى حين إصلاح المحطة، مؤكدة على أنها اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لتزويد السكان المعنيين بالماء الصالح للشرب، في انتظار إصلاح المحطة المذكورة، في الوقت الذي شهدت بعض أحياء المدينة انقطاع الماء الصالح للشرب دون سابق إنذار، وأكد مصدر مطلع للتجديد أنه سيستمر لثلاثة أيام.وتتخوف السلطات المحلية من تكرار تجربة السنة الماضية، حيث تدخلت قوات الأمن لتفريق مسيرة احتجاجية للمئات من المواطنين، كانوا متوجهين في مسيرة شعبية نحو المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، نتيجة تلوث مياه الشرب وسقوط العشرات من الضحايا.يذكر أن48% من المياه الملوثة بواد سبو تتمركز بولايتي فاس ومكناس؛ الواد الذي يعتبر مصدرا لمياه الشرب لنحو ثمانين مدينة مغربية، وتقدر كمية النفايات الملوثة التي تلقى بالنهر، حسب إحدى الدراسات، ب800 ألف طن يوميا، ضمنها 64 طنا من المواد العضوية، بالإضافة إلى مواد عالقة وأخرى كيماوية وطبية وصناعية خطيرة.وكانت وزارة البيئة قد وقعت المشروع المندمج للتنمية الدائمة لحوض سبو في ماي من سنة ,2004 إلا أنه عرف تعثرا في الإنجاز حسب جمعيات حماية البيئة.