زعمت وسائل إعلام إيرانية، أن الزيارة التي أجراها رئيس النظام السوري، بشار الأسد لطهران، الإثنين 25 فبراير 2019، كانت السبب في تقدم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف باستقالته من منصبه. جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإخباري الإيراني «انتخاب»، مساء الإثنين، نقلاً عن تصريحات أدلى بها ظريف لمراسل الموقع. وكان ظريف، مهندس الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية في 2015 والذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة، قد أعلن استقالته من منصبه فجأة يوم الاثنين على صفحته على موقع إنستغرام. وقال ظريف لمراسل الموقع المذكور رداً على زيارة الأسد لطهران: «بعد الصور التي التقطت خلال مباحثات اليوم لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية». بدورها ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، أن المباحثات التي قصدها ظريف في تصريحاته، هي اللقاء الذي جمع، الإثنين، بشار الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي. ووصل الأسد، طهران، الإثنين، في أول زيارة معلنة منذ اندلاع الأزمة ببلاده قبل نحو 8 سنوات، والتقى كلاً من روحاني، وخامنئي. وعبر الجانبان خلال المباحثات عن ارتياحهما «للمستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات». وتدعم إيران، سياسياً وعسكرياً، نظام بشار الأسد في مواجهة قوات المعارضة السورية. وتعليقاً على استقالة ظريف قال علي رضا رحيمي، عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني، «لا يوجد ظريف ثان، فالشخص الذي سيحل مكانه إن تأكدت استقالته، إما أن يطيع الإدارة الضارة أو يقضي على بعض المكاسب باسم الثورة». وتابع قائلاً: «ولو تأكدت بالفعل استقالة ظريف فإن هذا يعني أن خنجر المعارضة بالداخل له تأثير كبير، والثلاثاء سنتناول في البرلمان خلفية استقالة الوزير». وكان من اللافت في الصور التي التقطت خلال مباحثات الأسد مع المسؤولين الإيرانيين والتي لم يشارك فيها ظريف، هو ظهور الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وفي وقت سابق الإثنين، أعلن ظريف استقالته من منصبه، حيث أكد على حسابه بموقع إنستغرام أنه لن يستطيع مواصلة مهمته كوزير للخارجية. وأضاف: «أعرب عن شكري الجزيل للشعب الإيراني العزيز والبطل، والمسؤولين المحترمين لحلمهم طيلة 67 شهراً الماضية، وأقدم اعتذاري لعجزي عن مواصلة مهامي وعن جميع النواقص والتقصير طيلة فترة خدمتي متمنياً لكم الرفاهية والرفعة». بدوره أكد نائب متحدث وزارة الخارجية الإيراني، عباس موسوي، نبأ استقالة ظريف، وفق وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية. فيما لم يصدر بعد أي تصريح أو بيان رسمي حول سبب الاستقالة.