بوغوتا, 25-2-2019 - أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو أن سيد البيت الأبيض دونالد ترامب يدعمه بشكل كامل، خلال لقاء جمعهما مع حلفاء إقليميين الاثنين في مسعى لوضع استراتيجية للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو غداة فشل محاولة لإدخال مساعدات إنسانية. ويأتي الاجتماع بعد مقتل أربعة أشخاص وإصابة المئات بجروح خلال اشتباكات بين أنصار غوايدو وقوات الأمن الفنزويلية عند الحدود مع كولومبياوالبرازيل نهاية الأسبوع. واجتمع أعضاء "مجموعة ليما" في بوغوتا حيث تعهدوا ب"إيجاد حل سلمي"، بحسب وزير خارجية البيرو هوغو دي زيلا رغم الدعوات التي أطلقها غوايدو في وقت سابق للنظر في "جميع الاجراءات" لتحرير الشعب الفنزويلي. وحذر غوايدو من أن "إطلاق العنان" لمادورو "سيشكل تهديدا لأميركا كلها" بينما دعا الرئيس الكولومبي إيفان دوكي إلى التضييق على الزعيم الاشتراكي بشكل "أقوى وأكثر فعالية". وقال بنس "نأمل بانتقال سلمي نحو الديموقراطية. لكن الرئيس ترامب كان واضحا: جميع الخيارات مطروحة على الطاولة". واقتصاديا، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على حكام أربع ولايات فنزويلية مؤيدة للرئيس لعرقلتهم إدخال شحنات الإغاثة. ودان الاتحاد الأوروبي الأحد استخدام الحكومة الفنزويلية للعنف ولمدنيين مسلحين لمنع دخول المساعدات بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته وحزنه" لسقوط قتلى مدنيين. وأعلن غوايدو (35 عاما) رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية نفسه رئيسا بالوكالة في كانون الثاني/يناير بعدما توصل البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة إلى أن مادورو أعيد انتخابه بالتزوير. واعترفت نحو 50 دولة بغوايدو كرئيس فنزويلا الانتقالي الشرعي. ورغم انشقاق أكثر من 150 جنديا دعما لغوايدو، إلا أن الحصار الذي فرضه جيش مادورو استمر مانعا دخول المساعدات. وقال المسؤول الثاني في التيار التشافي ديوسدادو كابيلو "لقد عز زنا اليوم انتصار الأمس، وغدا سنعز زه أكثر"، مضيفا "لم تعبر شاحنة مساعدات إنسانية واحدة". وأصبحت المساعدات الإنسانية محور الصراع بين مادورو وغوايدو. وتواجه فنزويلا أزمة إنسانية أعقبت سنوات من الركود والتضخم أدت إلى نقص في الاحتياجات الأساسية كالغذاء والدواء. ويشير غوايدو إلى أن 300 ألف شخص يواجهون الموت في حال لم يتم إدخال هذه المساعدات بشكل عاجل. لكن مادورو يرفض السماح بإدخالها معتبرا أنها ستشكل غطاء لاجتياح أميركي، وأمر بإغلاق عدد من المعابر الحدودية بين فنزويلا وكل من البرازيلوكولومبيا. وفي مستهل اجتماع "مجموعة ليما"، أفاد وزير خارجية كولومبيا كارلوس هولمز تروخيلو أن الدول المنضوية في المجموعة "تسعى جاهدة لتسهيل فتح ممر إنساني". لكن تسود خلافات في أوساط الدول ال14 الأعضاء في "مجموعة ليما" بشأن طريقة التعاطي مع أزمة فنزويلا وهو ما عكسه تغي ب كل من المكسيك وكوستاريكا وغويانا وسانتا لوتشيا عن الاجتماع. وقال غوايدو خلال الاجتماع "من الضروري استعادة الديموقراطية في فنزويلا لأن أولئك الذين يغتصبون السلطة اليوم يشكلون تهديدا لاستقرار القار ة". ودعا الرئيس البوليفي إيفو موراليس، وهو من حلفاء مادورو، "مجموعة ليما" "للسعي للتوصل إلى حل عبر الحوار". وأشارت الخبيرة في السياسة الدولية لورا جيل إلى وجود "توافق ضمن +مجموعة ليما+ على ضرورة الإطاحة بمادورو، لكن لا يوجد توافق على كيفية القيام بذلك". ورغم الانشقاقات الكثيرة، إلا أن مادورو ربح هذه الجولة من الصراع على السلطة على ما يبدو. وقال المحلل رافايل بينيروس لوكالة فرانس برس إنه بعد أحداث السبت "لا يبدو واضحا كثيرا" أن غوايدو يحظى بدعم "واسع" في فنزويلا. لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعرب عن ثقته الأحد بأن "أيام مادورو معدودة". وزار الرئيس الكولومبي الأحد معبرين حدوديين حيث وقعت معظم أعمال العنف. وأصيب أكثر من 300 شخص خلال يوم من الاضطرابات التي وقعت عند المعابر الحدودية مع البرازيلوكولومبيا. ووقعت مواجهات متقطعة بين متظاهرين وعناصر الشرطة المدعومين بمليشيات من المدنيين المسلحين الأحد عند الجانب الفنزويلي من الحدود لكنها كانت أقل حدة من اليوم السابق. وبقي عشرات الفنزويليين الذين تمكونوا من التسلل عبر الحدود لجلب المساعدات، عالقين في الجهة الأخرى إثر إغلاقها من قبل السلطات في كراكاس. ويحظى خليفة الرئيس الراحل هوغو تشافيز أيضا بدعم حلفاء دوليين مثل روسيا والصين وكوبا التي أعلن رئيسها ميغيل دياز-كانيل الدفاع عن فنزويلا "حيث يجري التلاعب بكرامة القارة".