لندن, 8-2-2019 - نعت عائلة المهاجم الأرجنتيني إيميليانو سالا ابنها بعد أن حسمت الشرطة الإنكليزية الترقب السائد منذ أكثر من أسبوعين بشأن مصير لاعب كرة القدم، بتأكيدها ليل الخميس الجمعة أن الجثة المنتشلة من حطام طائرة صغيرة في بحر المانش، تعود لابن ال28 عاما. وتوجهت العائلة الجمعة في بيان الى كل من ساندها في محنتها، بالقول "أردنا أن نشكركم على جميع بوادر المودة والدعم في أكثر اللحظات المؤلمة في حياتنا". وأردفت "رؤية العالم كله يتحرك لمرافقتنا في بحثنا، كانت مساعدة ثمينة الى ما لا نهاية. كما أنه بفضلكم اليوم، سنكون قادرين على البدء في الحداد على ابننا وأخينا". وانتشلت جثة ليل الأربعاء من جزء من حطام الطائرة الصغيرة التي كان على متنها سالا والطيار ديفيد إيبوتسون، وتم التعرف عليها ليل الخميس بتوقيت غرينيتش على أنها تعود الى اللاعب الأرجنتيني بحسب ما كشفت شرطة دورسيت في بيان نشر على موقعها الالكتروني أشارت فيه الى أنها أعلمت عائلتي الضحيتين "بهذه الأنباء، وستتم مواصلة تقديم الدعم لهما" من قبل متخصصين، مؤكدة الوقوف الى جانب العائلتين "في هذا الوقت الصعب". وكانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق الخميس أن الجثة نقلت الى الأراضي البريطانية لبدء عملية التعرف إليها، بعد انتشالها ليل الأربعاء من جزء من حطام الطائرة الصغيرة التي كان على متنها اللاعب والطيار ديفيد إيبوتسون، وتحطمت في بحر المانش في 21 كانون الثاني/يناير في طريقها من فرنسا الى العاصمة الويلزية كارديف. وبعد العثور على جثة سالا "تتحول أفكارنا في صباح اليوم الجمعة نحو ديفيد إيبوتسون وأسرته، على أمل أن تبذل السلطات قصارى جهدها للعثور عليه. نطلب منكم التكرم باحترام حزننا في هذه الأوقات الصعبة، وابقاء +إيمي+ (إيميليانو) في صلواتكم وأفكاركم" بحسب ما قالت عائلة اللاعب الأرجنتيني. ورصدت جثة في صور تحت الماء لحطام الطائرة التي اختفت قبل أسبوعين فوق البحر على بعد نحو 20 كلم شمال جزيرة غورنسي بحسب ما أفاد المكتب البريطاني للتحقيقات في الحوادث الجوية، موضحا ليل الأربعاء أنه "في ظروف صعبة، نجح المكتب وشركاؤه المتخصصون في انتشال الجثة التي شوهدت سابقا وسط الحطام". وتابع البيان الذي أشار أيضا إلى سوء الأحوال الجوية، أنه "لسوء الحظ فإن محاولات استعادة الحطام باءت بالفشل"، مؤكدا في الوقت عينه أن أشرطة مصورة تم التقاطها للحطام تحت الماء "ستوفر أدلة قيمة للتحقيق". وبعد التعرف على الجثة، أعلن نادي نانت الفرنسي الذي باع سالا لكارديف مقابل 17 مليون يورو دون أن يتمكن الأخير من ارتداء قميص الفريق الويلزي ولو لمرة واحدة، أنه قرر سحب القميص الرقم 9 الذي كان يرتديه سالا منذ وصوله اليه عام 2015 قادما من بوردو. وقال رئيس نانت فالديمار كيتا في بيان "لا أجد الكلمات. إنها مأساة ، أنا محطم. إيميليانو ترك بصمته. لهذا السبب، مثل العديد من المشجعين، أود أن أكرمه مرة أخرى بسحب الرقم 9". وتابع بيان النادي الفرنسي ""شعر نانت بحزن شديد عندما علم يوم الخميس أن الجثة التي تم العثور عليها تابعة لإيميليانو سالا. هذه الأخبار تضع حدا لانتظار لا نهاية له ولا يحتمل. سيكون إيميليانو إلى الأبد جزءا من الأساطير الذين كتبوا تاريخ نادي نانت"، معتبرا أن النادي "خسر صديقا، لاعبا موهوبا، زميلا مثاليا". وكان أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا من أول المعلقين على خبر التعرف على جثة مواطنه، قائلا في حسابه على انستاغرام "أشعر بالأسى جراء هذه الأخبار المحزنة. الكثير منا احتفظ ببارقة أمل من أجلك إيميليانو". كما كتب المهاجم الدولي الأرجنتيني السابق غابريال باتيستوتا على تويتر "يا له من حزن، إنها أسوأ الأخبار الممكنة. ارقد بسلام أيها المحارب". وكانت الجثة قد نقلت الخميس الى مرفأ بورتلاند، قبل أن توضع على متن حافلة صغيرة رمادية اللون حملتها الى مشرحة حيث حددت هوية صاحبها. وقدم الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري تعازيه لعائلة سالا بعد "الأخبار المؤلمة"، مضيفا "نحن بجانبكم"، فيما أكد صديق والد اللاعب أوسكار هيمو الذي يملك أحد المطاعم في بلدة سالا الصغيرة بروغريسو أنه "منذ أن عرفنا بالأمر (فقدان الطائرة)، أصبحت هذه المسألة كل ما يتحدث عنه الجميع. كان الجميع يحبه ويقدره". وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أقر والد اللاعب، هوراسيو سالا، في حديث لشبكة "فوكس" الرياضية بأنه "لم يعد هناك أي أمل" بايجاد نجله على قيد الحياة. وغادر سالا (28 عاما) والطيار إيبوتسون (59 سنة) نانت (غرب فرنسا)، حيث كان المهاجم الأرجنتيني يلعب حتى ذلك الحين، من أجل السفر إلى كارديف (ويلز)، للالتحاق بفريقه الجديد كارديف سيتي الذي يلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز. وفقد أثر الطائرة عن شاشات الرادار على بعد نحو 20 كلم شمال جزيرة غيرنسي في بحر المانش. وكانت السلطات قد أوقفت بداية البحث عن الطائرة، قبل أن تستأنف بمبادرة من عائلة سالا التي استعانت بموارد خاصة في عملية بحث مولها دعم قدمه لاعبو كرة قدم أبرزهم مواطن سالا ليونيل ميسي، إضافة الى العديد من المتبرعين عبر شبكة الانترنت. وتجاوزت قيمة التبرعات 370 ألف يورو (422 ألف دولار). ولولا هذه التبرعات "لم يكن ليبحث أحد عن الطائرة" بحسب ما قال لوكالة فرانس برس ديفيد ميرنز، المتخصص في البحث عن حطام السفن وصاحب الشركة الخاصة التي وجدت حطام الطائرة، مشيرا الى أن اكتشاف وسائد مقعدين على الساحل الفرنسي الأسبوع الماضي أكد أن الطائرة قد تحطمت. ولم يتمكن سالا من خوض أي مباراة مع فريق كارديف سيتي الويلزي المشارك في الدوري الإنكليزي الممتاز. وأفاد مصدر مقرب من نانت الأربعاء أن الأخير طلب من محاميين دراسة الإجراءات القانونية المحتملة لالزام كارديف دفع قيمة تعاقده مع المهاجم سالا. وبحسب المصدر فإن الدفعة الأولى من قيمة الصفقة التي بلغت 17 مليون يورو، والتي كان يتعين على كارديف سيتي دفعها مقابل ضمه اللاعب، لم يتم تسديدها، بينما تم تسجيل عملية الانتقال.