بعد أقل من ثلاث ساعات بعد طرحه ليلة الجمعة على الموقع العالمي "يوتوب" أصبح "بسيكو ريكينغ" الفيديو كليب الجديد للدون بيغ هو الحدث الذي يشغل الناس في المغرب بين منتقد لمشاهده التي بدت للبعض صادمة، وبين منوه بقدرة الدون على تقديم الجديد فعلا والذهاب بعيدا في الدفاع عن تصوره الفني للحياة في المغرب، واختياره رفع مرآة كبيرة للغاية في وجه المجتمع للتعرف على رد فعل الناس وهي ترى وجهها الحقيقي المختفي وراء عديد الأقنعة الزائفة التي نمثل بها على بعضنا البعض باستمرار... الكليب الذي يتحدث عن التدمير النفسي الذي يعيشه المجتمع يتميز بجودة عالية في المشاهد وبجرأة واضحة ولا لبس فيها تحدث عنها الدون بيغ في برنامج دوزيم "رشيد شو" قبل أن يعطي انطلاقة بث الفيديو على اليوتوب حين أشار إلى أنه موجه للجمهور فوق 18 سنة، مع خاصية أخرى جد متميزة هي أن الأغنية باللغة الإنجليزية ولا وجود لحرف عربي واحد فيها في إشارة واضحة من دون بيغ إلى أن بعض الكلمات التي نتقبلها بسهولة باللغات الأخرى التي قد لا نفهمها أو نجهلها هي نفس الكلمات التي تزعجنا عندما نسمعها بلغتها في انفصام إضافي يهم اللغة/الهوية هاته المرة وعلاقتها بنا جميعا... اختيار جريء في الدفاع عن التصور وفي وضع اليد على مكمن خلل اضح في مجتمعنا يجعلنا نكتفي دوما بالمظهر الخارجي ولا نستطيع النفاذ إلى العمق الذي قد يحمل أكثر من معنى، وهو ماتكشفه الرسالة الموجهة بعد انتهاء الفيديو إلى المجتمع والتي تهديه للنساء ضحايا هاته السكيزوفرينيا الجماعية التي نتعايش معها دون إشكال وفي مقدمتهن آمينة الفيلالي التي قتلها القانون عوض أن ينصفها وأيضا ضحيتي إمليل اللتان وجدتا من ينوه بمقتلهما البشع، بل ووجدتا من يتفرج على شريط ذبحهما عبر الواتساب دون أي إشكال وأيضا لضحية الحب السكيزوفريني في إيفران ولكل ملالات العالم في إشارة إلى تبني قضية المرأة بشكل واضح ولا يقبل جدلا داخل مجتمع لا يؤمن كثيرا بهاته القضيية ولا يريد حتى أن يناقش تصوره لها للأسف الشديد الدون بيغ يصنع الحدث الفني المغربي بامتياز أكبر وبابتعاد عن الآخرين مرة أخرى. هذه هي الخلاصة في انتظار متابعة ردود أفعال الجمهور على هذا العمل الجريء