حققت أشغال الدورة الأولى للمنتدى الإفريقي حول التكوين المهني التي انعقدت، تحت رعاية الملك محمد السادس ، على مدى يومي الجمعة والسبت 21 و22 دجنبر 2018 بقصر المؤتمرات بمدينة الداخلة نجاحا على كافة المستويات. ومكن هذا المنتدى الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تحت شعار: "حكامة أنظمة التكوين المهني في خدمة قابلية التشغيل والقدرة التنافسية بإفريقيا" من جذب حوالي 700 مشارك، يمثلون فضلا عن القطاعات الحكومية المعنية، المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة ووفود من 21 دولة توافدت على المغرب لحضور هذا الحدث الكبير على رأسهم وزراء وكبار مسؤولي البلدان المدعوة ممثلة في كل من بنن وبوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار والكونغو ومالي وجيبوتي ونيجيريا ورواندا وغينيا بيساو والسودان وجنوب السودان وكينيا وغانا ومدغشقر وتشاد وتوغو وأفريقيا الوسطى والغابون والسنغال. ويهدف هذا الملتقى، الذي ترأس جلسته الافتتاحية رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والذي جدد بهذه المناسبة التزام المغرب بتطوير وتعزيز أواصر الشراكة مع بلدان القارة الافريقية، إلى تقاسم التجارب والممارسات الناجحة وتعميق علاقات التعاون المتعدد الأطراف بين المغرب والدول الافريقية في مجال التكوين المهني. وحسب بلاغ صحفي للوزارة الوصية –توصلت به بوابة الصحراء – فقد انتظمت أشغال هذا المنتدى في جلسة عامة وخمس ورشات نظمت بالتوازي، انكب فيها الخبراء والمشاركون على مناقشة قضايا الحكامة التشاركية وتحسين أداء أنظمة التكوين المهني و"ملاءمة التكوين والتشغيل: الآليات والمقاربات"، و"التكوين المهني: رافعة لاندماج المهاجرين والتكامل جنوب-جنوب"، و"التعاون الدولي: مفتاح للإشعاع القاري للتكوين المهني"، فضلا عن مواكبة تطوير المهن لمواجهة التغيير المناخي بإفريقيا. كما شكل هذا الحدث فرصة لتعميق جسور التعاون بين المغرب والدول الإفريقية، من خلال عقد اجتماع "الرابطة الإفريقية من أجل تطوير التكوين المهني"، التي تم إحداثها من طرف 15 بلدا إفريقيا في إطار اتفاقية متعددة الأطراف، وقعت في 18 أبريل 2017 بمكناس، شاركت فيه 13 دولة عضوا إلى جانب 6 دول بصفة ملاحظ. وقد ترأس هذا الاجتماع كل من سعيد امزازي و محمد الغراس، كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، وبهذه المناسبة، نوه المشاركون بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادسبهدف تدعيم علاقات التواصل والتعاون بين بلدان القارة الإفريقية، خاصة في مجال التكوين المهني. كما تم الاتفاق على تفعيل هيئات الحكامة التابعة لهذه الرابطة، وتحديد تاريخ انعقاد جمعها العام المرتقب في مارس المقبل من أجل المصادقة على خطة العمل 2019. كما أتاح هذا اللقاء ل 6 دول أفريقية الإعراب عن رغبتها في الانضمام إلى هذا التحالف وهي: غانا وكينيا والكونغو وجنوب السودان ومدغشقر وأفريقيا الوسطى. إلى ذلك عقد سعيد امزازي ومحمد الغراس، على هامش أشغال هذا الملتقى، لقاءات ثنائية مع عدة وزراء أفارقة خصصت للتباحث بخصوص سبل تعزيز التعاون في مجال التكوين المهني. وفي هذا الاتجاه، ولتأكيد استعدادها لدعم البلدان الشريكة للمغرب، وقعت الوكالة المغربية للتعاون الدولي (AMCI) ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) اتفاقيات شراكة مع 6 بلدان: بوركينا فاسو وغينيا بيساو وجيبوتي وتشاد ومالي ومدغشقر، تروم تقاسم التجربة والخبرة التي طورها المغرب، مع البلدان الإفريقية الشريكة، وذلك في مجال التكوين المهني، وتوفير منح لمستفيدين ينحدرون من هذه البلدان الإفريقية. ودعت التوصيات المنبثقة عن هذا المنتدى إلى ضخ زخم جديد في التعاون جنوب-جنوب في مجال التكوين المهني ووضع أسس مشتركة للارتقاء بحكامة أنظمة التكوين المهني الأفريقية أهمها: - إنشاء لجنة أفريقية لأنظمة التكوين المهني كفضاء للتفكير والتبادل؛ - تطوير منصات رقمية للتبادل والمشاركة بشأن موضوع المهاجرين، فيما يتعلق بالاقتصاد الأخضر، وقواعد البيانات لتسهيل تنقل المتدربين، وكذا منصات للخبرات وتبادل البيانات و التجارب في مجال التكوين المهني؛ - تعزيز التوأمة بين مراكز التكوين المهني في البلدان الأفريقية؛ - التفكير في إنشاء إطار إقليمي قاري للبلدان الأفريقية، يسمح بالتقارب بين مختلف البلدان لتسهيل حركة الشباب والعمال ؛ - تعزيز التواصل على المستويين الوطني والقاري، بشأن خدمات التكوين المهني التي تقدمها المؤسسات. - الاستفادة من التجربة الناجحة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) وغيره من الفاعلين في قطاع التكوين المهني بإفريقيا في تعزيز هذا القطاع باعتباره أداة رئيسية لإدماج الشباب في سوق الشغل بأفريقيا. - تحديد الأهداف الإجرائية للشراكة بين البلدان والتي من المقرر برمجة تنفيذها على المدى القصير ؛ - تعبئة الموارد المالية اللازمة (البنك الدولي ، البنك الإسلامي للتنمية ، بنك التنمية الأفريقي ، منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية ، المنظمة البحرية الدولية ، الاتحاد الأفريقي ، إلخ) لاستقبال المزيد من المتدربين الأفارقة وإدماجهم في منظومة التكوين المهني المغربي. وتوجت أشغال هذا المنتدى "بإعلان الداخلة" من أجل النهوض بالتكوين المهني وتطويره في إفريقيا"، اقترح المشاركون فيه أهمية إرساء المنتدى الأفريقي للتكوين المهني كفضاء من شأنه توفير إطار لتضافر الجهود وتشجيع تبادل التجارب والمبادرات والممارسات الجيدة، ودعوا إلى بلورة إطار قاري للإشهاد، يشكل مرجعية للأطر المتبناة من طرف كل بلد في المجال. وأن يمكن من النهوض بالحركية الأكاديمية للشباب وتطورهم المهني، كما تمت دعوة المغرب إلى تكثيف إجراءاته المتعلقة بتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب للقارة في مجال التكوين المهني، إلى جانب إرساء مراكز للتميز في إطار التعاون جنوب-جنوب وضمان استدامة المنتدى الإفريقي حول التكوين المهني، من خلال تنظيمه بشكل دوري كل سنتين.