في تصرف مثير لايحترم استقلالية القضاء قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، "تشكيل لجنة منبثقة عنها برئاسة المصطفى الرميد، لمتابعة ملف حامي الدين والتفاعل مع تطوراته، وتوفير الدعم والمساندة اللازمين له""، وذلك على خلفية قرار قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بفاس بمتابعة عبد العالي حامي الدين المستشار البرلماني من أجل "جناية المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإحالته على غرفة الجنايات بنفس المحكمة". الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية, اعتبرت عقب اجتماعها الاستثنائي يوم أمس الإثنين 10/12/2018 برئاسة الأمين العام سعد الدين العثماني، أن "قرار قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بفاس "شكَّل مسا خطيرا بقواعد المحاكمة العادلة وسابقة خطيرة تهدد استقرار وسيادة الأحكام القضائية وتمس في العمق استقلالية السلطة القضائية". وعبّرت "أمانة المصباح"، عن" اندهاشها الكبير لإعادة فتح ملف سبق أن صدرت في شأنه أحكام قضائية نهائية ملزمة للجميع طبقا للفصل 126 من الدستور، والمادة 4 من قانون المسطرة الجنائية التي تنص على سقوط الدعوى العمومية بصدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي به، وضدا على المادة 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي تقول إنه لا يجوز تعريض أحد مجددا للمحاكمة على جريمة سبق أن أدين أو برئ منها بحكم نهائي". وأعلنت القيادة السياسية لحزب العدالة والتنمية، "تضامنها المطلق مع عبد العالي حامي الدين"، معتبرة أن "الأمر يتجاوز مجرد تضامن حزبي إلى نداء لإعلاء مبادئ دولة الحق والقانون وتحصين القضاء"، كما أكدت أن "ملفه هو ملف للحزب، ولكافة الحقوقيين والغيورين على دولة الحق والقانون". كما اعتبرت الامتنة العامة أن "هذا القرار الذي يتزامن صدوره مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، يسير في الاتجاه المعاكس، ويمس بقواعد دولة الحق والقانون"، داعية في مقابل ذلك، "إلى تكريس القواعد الأساسية للمحاكمة العادلة وتحقيق الأمن القضائي".