انطلقت امس الخميس بالداخلة، أعمال النسخة الأولى لمنتدى المرأة الصحراوية، المنظم على مدى يومين تحت شعار "المرأة الصحراوية: جذور و هوية". ويهدف هذا المنتدى، المنظم من قبل فعاليات نسوية بجهتي الداخلة - وادي الذهب والعيون الساقية - الحمراء بدعم واحتضان من المعهد الجمهوري الدولي الولاياتالمتحدة إلى النهوض بوضعية المرأة الصحراوية وتعزيز مكانتها، واستشراف مستقبل أكثر فاعلية للرقي و الرفع من مساهمتها في صناعة السياسات العمومية. كما تتطلع هذه المبادرة إلى دعم جهود الدفاع عن قضايا المرأة الصحراوية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتعزيز حمايتها الاجتماعية وحقوقها الكونية لضمان سلامتها الجسدية والنفسية. ويتوخى المنتدى كذلك إبراز الدور الفعال الذي قامت وتقوم به المرأة الصحراوية في المجتمع، من حيث تشكله ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، ومساهمتها القيمة في مقاومة المستعمر، حيث كانت ولا تزال المحافظة على تماسك المجتمع ووحدته، والقيمة على موروثه الثقافي والحضاري. وقالت منسقة المنتدى، السيدة مصكولة باعمر، في كلمة افتتاحية، إن المرأة الصحراوية أضحت عنصرا أساسيا في رسم ووضع السياسات العمومية وفاعلا اقتصاديا على أساس مرجعية دستورية صلبة جوهرها المناصفة وترسيخ مفهوم مقاربة النوع في الجهد التنموي لبلادنا عموما وفي الجهات الجنوبية على وجه الخصوص. وأضافت السيدة باعمر أن هذا المنتدى يقارب أدوار المرأة الصحراوية في التنمية الاقتصادية والمجال الاجتماعي، ومشاركتها في الحقل السياسي ودورها في المحافظة على الثقافة والموروث الحساني كأحد روافد الهوية الوطنية. وأوضحت أن هذه المبادرة ستشكل في حد ذاتها نقطة ارتكاز وانطلاق لمبادرات نسائية متعددة ترتكز على الدفاع والترافع عن قضايا المرأة الصحراوية، وتعزيز حمايتها الاجتماعية وحقوقها في بعدها الإقليمي والوطني والكوني، تعزيزا لحمايتها الجسدية والنفسية وضمان الاحترام التام لحقوقها المنصوص عليها في المواثيق الوطنية والدولية. ومن جهته، قال رئيس جهة الداخلة - وادي الذهب، السيد الخطاط ينجا، إن تنظيم هذا المنتدى يشكل مناسبة لاستحضار الدور الرائد للمرأة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي كانت على الدوام رمزا لتعزيز الهوية والمحافظة عليها. وأوضح أن المرأة المغربية في الأقاليم الجنوبية اضطلعت منذ القدم بدور أساسي في تشكيل الوعي داخل الأسرة والمجتمع، والمحافظة على مميزات الهوية المحلية، والمساهمة في تأطير المجتمع وتعبئته في شتى الميادين، والقيام بدور طلائعي في الدفاع عن قضاياه المشروعة. وأضاف أن المرأة الصحراوية استطاعت، بفضل ولوجها مختلف المعاهد والجامعات، الانخراط بشكل فعال في جهود التنمية في مختلف المجالات، والمشاركة بشكل مؤثر في الإنجازات التي يشهدها المغرب في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وأشار إلى أن المرأة الصحراوية انخرطت في تأطير المجتمع وتدبير الشأن العام المحلي، من خلال انتمائها لمختلف الهيئات المنتخبة والأحزاب السياسية والفضاءات الجمعوية، بفضل الحيوية والنشاط اللذين أبانت عنهما. ومن جانبه، أعرب مدير برنامج المعهد الجمهوري الدولي بالمنطقة، السيد عمارا دي كرومس، عن سعادته بالمساهمة في دعم مجهودات النساء في المنطقة، إلى جانب اللجنة التحضيرية للمنتدى، والشركاء المتميزين في المجلس الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان والسلطات المحلية. وأضاف السيد دي كرومس أن مسار تنظيم هذا المنتدى، الذي انطلق قبل عام بشراكة مع عضوات اللجنة التحضيرية، شكل بالنسبة إليه تجربة متميزة من أجل النهوض بالنساء في هذه المنطقة والدفاع عن قضاياهن. وأشار إلى أن برنامج عمل المعهد الجمهوري الدولي يهدف إلى تشجيع الحكامة التشاركية وتقوية قدرات المواطنين، لاسيما النساء منهم، ليكونوا فاعلين محليين ويضطلعوا بمهامهم خدمة للمجتمع. ولتحقيق هذا الهدف، يضيف السيد دي كرومس، ينخرط المعهد الجمهوري الدولي مع مجموعة من الفعاليات وبدعم من المجالس المنتخبة والسلطات المحلية، من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها النساء على الصعيد المحلي، والسعي إلى إبراز قدراتهن في القيادة والتنظيم والترافع عن قضاياهن. وتم، في إطار المنتدى، تقديم أربعة عروض تناولت دور المرأة الصحراوية في التنمية الاقتصادية، ودور المرأة الصحراوية في مجال الحماية الاجتماعية، ومشاركة المرأة الصحراوية في المجال السياسي"، و"دور ومشاركة المرأة الصحراوية في المحافظة على الثقافة والموروث الحساني. كما عرف هذا اللقاء تنظيم أربع ورشات من تأطير خبراء وباحثين في مواضيع المرأة الصحراوية في التنمية الاقتصادية، الواقع والآفاق"، ودور المرأة الصحراوية في المجال الاجتماعي، الواقع والآفاق"، و"مشاركة المرأة الصحراوية في المجال السياسي، الواقع والآفاق و"دور المرأة الصحراوية في المحافظة على الثقافة والموروث الحساني، الواقع والآفاق