قال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز رباح: " إن مبادرة الطاقة العالمية، فرصة لتقريب الشباب من السياسات العمومية، لأن هناك فجوة بين ما يخطط ويبرمج على الصعيد الوطني لصالح البلاد وبين اهتمامات الشباب ". ونوه رباح، خلال كلمته الافتتاحية لملتقى مؤتمر مبادرة الطاقة العالمية، صبيحة اليوم الخميس 1 نونبر 2018، بالرباط، بهذه المبادرة، كما شجع على تعميم هذه التجربة على كافة القطاعات الأخرى، مع تعزيز مشاركة الشباب لكي تتمكن الدولة من تكييف سياساتها العمومية مع حاجيات الشباب المتغيرة، وبالتالي ضمان نجاعتها في تحقيق التنمية. وأكد المسؤول الحكومي عن الطاقة، أن التطور المستمر والمتسارع الذي يشهده العالم يستوجب البحث عن مصادر طاقة جديدة ومتجددة، تشبع الحاجيات الطاقية المتزايدة للساكنة وتحمي البيئة في الوقت ذاته، وأضاف أن المغرب يعمل منذ سنوات تحت تعليمات صاحب الجلالة في موضوع النجاعة الطاقية واستطع أن يحقق مشاريع ضخمة لتوليد الطاقة خاصة الطاقة الشمسية. واعتبر رباح هذه المبادرة كأرضية مشتركة سيتبادل فيها المغرب سياساته الطاقية مع الدول الإفريقية. ومن جهته، قال رئيس الجمعية المغربية لقادة الألفية، مروان الحجاجي الإدريسي: " إن مبادرة الطاقة العالمية ليست فكرة أو برنامج أو مجرد مؤتمر، إنما هي أكبر من ذلك، فهي اجتماع وتعاون شباب يهدفون إلى تحقيق التنمية الطاقية على الصعيد الإفريقي ". وتابع الإدريسي موضحا: " إن موضوع الطاقة اليوم لم يعد مسألة تقنية أو هندسية أوعامل اقتصادي، بل أضحت مسألة مواطنة ". وحدد الإدريسي أهداف مبادرة الطاقة العالمية، في تشجيع وتعزيز القيادة الجامعية في مواجهة الرهانات الطاقية، ثم إدماج المجتمع المدني المغربي وإشراكه في المناظرات المتعلقة بمواضيع الطاقة، وبعدها وضع ميثاق الطاقة من أجل المواطن. كما خصص ثلاث منهجيات لتحقيق هذه الأهداف، أولها اليوم العالمي للطاقة باعتباره منصة للتبادل، يجمع مختلف الخبراء والمهتمين بمجال الطاقة، ثم المدرسة العالمية للطاقة المتمثلة في فترة تكوين تتراوح مدتها بين 3 و 5 أيام، وثالث منهجية تتمثل في تنظيم ندوات ومناظرات تجمع بين خبراء وشخصيات القطاع الطاقي وباحثين في مجال الطاقة لتبادل المعارف وطرح مواضيع للنقاش. وبالمناسبة ذاتها، قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، خلال استعراضها لمجموعة من النقاط الأساسية والمرتبطة بإستراتيجية المغرب في مجال الطاقات المتجددة والمعادن: " إن المغرب يسعى من خلال مبادرة الطاقة العالمية إلى التغلب على الصعوبات التي تعترض دول القارة الإفريقية، ومشاركة تجربته في قطاع الطاقات". وأشارت بنخضرة في حديثها، إلى أن قطاع الطاقة بإفريقيا يعرف تحديات عديدة يتجلى أكبرها في تزويد أكثر من 6 ملايين شخص لا يزالون لا يتوفرون على الكهرباء، وأوضحت أن فئات أخرى تتخذ مصادر طاقة جد مكلفة كالوقود، في حين توجد مصادر أقل تكلفة كالغاز والطاقة الشمسية، ... وبهذا الخصوص قالت أمينة بنخضرة، ضمن تصريحات صحفية: " بفضل المبادرة الملكية تعاون جنوب-جنوب سنعمل بجانب الدول الأفريقية الأخرى على توفير مصادر طاقة أقل تكلفة وتزويد الساكنة بها ". وفي السياق ذاته، أكد ممثل منظمة "كونراد أديناور" الألمانية بالمغرب، المنظمة لمؤتمر مبادرة الطاقة العالمي، بشراكة مع الجمعية المغربية لقادة الألفية، هيلميت ريفيلد، أن منظمته تحظى بدعم وتمويل مؤسسات سياسية وتلتزم بالمواضيع الاجتماعية، بما فيها المتعلقة بمجال الطاقة، وأردف، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال الطاقة المستدامة والمتجددة تستحق التشجيع وتعميمها على الدول الإفريقية الأخرى. وشهد مؤتمر مبادرة الطاقة العالمية، حضور مجموعة من الفاعلين في قطاع الطاقة، من باحثين وخبراء وكذا هيئات دبلوماسية، بالإضافة إلى نائب المدير العام لمجموعة التجاري وفابنك، يوسف رويسي، الذي أكد بدوره على جهود التجاري وفابنك والمتمثلة أساسا في الاستثمار ودعم المشاريع الطاقية، وكذلك مدير قسم التنمية بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، محمد بورمتان. بجانب المدير التنفيذي لمشروع مبادرة الطاقة العالمية، ياسين الحكيمي. كما عرف المؤتمر تنظيم ورشتين لدراسة مواضيع مرتبطة بمجال الطاقة، حيث تناولت الأولى موضوع حول" الغاز والنفط : رهانات الاعتماد على الطاقة "، بينما خصصت الثانية، لموضوع " الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة : نحو طاقات مستدامة ". ويهدف هذا المؤتمر الى الجمع بين جميع الفاعلين من مؤسسات عمومية ومقاولات القطاع الخاص فضلا عن جامعيين وخبراء، مهتمين بمجال الطاقة سواء بالمغرب أو بإفريقيا، حول نفس الطاولة لطرح مجموعة من القضايا. وكذا إيجاد حلول عملية و فعّالة لمختلف الإشكالات المطروحة وذلك لتحديد سبل العمل من أجل وضع " ميثاق الطاقة من أجل المواطن " الذي من شأنه توفير الطاقة المستدامة للجميع، في إطار الاستراتيجيات والسياسات المختلفة التي رسمتها التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المجال.