صدقوا أو لا تصدقوا: الراحل خاشقجي حذر بوعشرين من إمكانية استهدافه بسبب قلمه؟! هذا ماقاله بوعشرين والعهدة على الراوي.. لكن كيف أمكن للراحل جمال خاشقجي أن يحذر بوعشرين من هذه المعلومات الخطيرة، ويلج بقدمه بوابة قنصلية بلاده دون أن يبدو عليه الخوف من المصير الذي سيلاقيه؟!! هل كان بوعشرين أخطر على السعودية من جمال خاشقجي، لكي يعلم هذا الأخير أن الصحافي الألمعي موضوع محل تصفية من السعودية، ولا يعلم هو أنه مستهدف من قبل نظام بلاده. ولأن بوعشرين يعلم أن الموتى لايمكن أن يكذبوا الأحياء، فقد اختار هذه التخريجة للكذب عن الراحل جمال، ونسي أنه لاتوجد أية إشارة في كتابات الراحل في الواشنطن بوست، ولا في أي من حواراته العديدة، لأية إشارة لقضية بوعشرين. كما أن بوعشرين نفسه، لم يسبق له الحديث عن الراحل في آعمدته التي دونها على مدار سنوات عمله، ليتذكر أخيرا صديقه العزيز، وتنبيهه له بكونه محل استهداف من قبل السعودية. وكأن الوفاة البشعة التي لقيها الراحل جمال خاشقجي، لم تكفيه، لكي تتحول قضيته لمشجب حاول متهم بارتكاب جرائم جنسية بشعة، التمسح بها ورفع نفسه لمستوى، صحفي قتل من أجل قلمه. الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس "أخبار اليوم" و"اليوم 24′′، المعتقل على خلفية تهم مخجلة تتعلق بالاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر، واستغلال ضعف العاملات في إدارته ، اكتشف أخيرا أنه زميل مقرب من الراحل خاشقجي، الذي حذره من مصيره الذي قادته قدماه إليه. في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، نشرها موقعه اليوم24، تحدث بوعشرين عن «زميله خاشقجي»، وقال أنه «كانت تربطه به علاقة صداقة، سبق أن حذره من التصفية بسبب مقالات الرأي التي يكتبها عن العربية السعودية، وعن ولي عهدها محمد بن سلمان»، تذكر بوعشرين ذلك بعد أن رحل جمال، ونسب لنفسه معلومات، بالطبع لايمكن للراحل أن يكذبها بعد أن رحل للعالم العلوي. ولم يستحيي بوعشرين في أن يمضي في هذيانه، حيث واصل الحديث في تدوينته: "رعب في بلاد الحرمين...أخطاء قاتلة.. أمير يبيع الوهم لمملكة آلِ سلمان بسرعة لا تحتملها عربة المملكة...مقالات كتبتها عن العربية السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، جعلت صديقي جمال خاشقجي يحذرني بهذه العبارة: "أخي توفيق.. لا أنصحك أن تفكر في عمرة أو حج إلى بلاد الحرمين بعد هذه المقالات، ستتم تصفيتك هناك أو بطريقة أخرى في وسط الرباط... لقد بلغتك!". الآن فقط فهمنا لماذا لم يقم بوعشرين حتى الآن بحج أو عمرة؟ الأكيد كان يخشى على حياته من القتل في السعودية. الآن فقط عرفنا أن بوعشرين الذي كان يختلي بالعاملات لديه، بمكتبه، حتى ولو كن متزوجات وسيدات محصنات، كان بالفعل يرغب في الحج والعمرة، لكن الخوف هو من منعه. الآن فقط استوعبنا أن بوعشرين هو في حجم رجل مثل جمال خاشقجي، بدليل أنه كان يتحدث عن زميل عزيز، وأن ماوقع لجمال شبيه لما وقع له هو في المغرب، لكن مع تعديل بسيط. حقيقة، إن الشعور بالاشمئزاز من التهم الساقطة التي يتابع بها بوعشرين، والتي تجعل منه آخر شخص يمكنه آن يلوك بلسانه إسم جمال خاشقجي، لايوازيه خسة إلا محاولة تشبيه وضعه بوضع الراحل، والتمسح بقضيته التي حركت العالم، من أجل البحث عن مخرج لقضيته الحقيرة. وقديما قيل إذا لم تستحي فافعل ماشئت.