بعد صراع طويل مع المرض، توفي في صمت، الوزير الأول السابق ورجل الأعمال الشهير محمد كريم العمراني، عن سن تناهز 99 سنة. الراحل كان من رجالات الدولة، الذي بصموا الحياة السياسية والعامة، بطريقتهم الخاصة. ورغم أنه أنه لم يكن منخرطا في أي حزب سياسي، إلا أنه تقلد مسؤوليات من العيار الثقيل،لا سيما خلال سبعينيات ثمانيينات وتسعينيات القرن الماضي، وهي عقود تميزت بمخاض عسير وتوتر بين الدولة والمعارضة السياسية. وبدأ مسار الراحل، بعيد نيل المغرب للاستقلال، إذ تقلد منصب مدير ديوان عبد الرحيم بوعبيد وزير المالية والاقتصاد الوطني على عهد حكومة عبد الله إبراهيم. وسينتظر العمراني، إلى غاية سنة 1971، حيث سيعينه الملك الحسن الثاني، وزيرا أولا، وذلك إلى غاية سنة 1971، قبل أن يعود للمنصب ذاته للفترة ما بين 1983 و1986. كما سيكتب القدر للعمراني، عودة ثالثة إلى الحكومة، حيث سيعينه الملك الراحل الحسن مرة أخرى وزيرا أولا للفترة ما بين 1992 و1995، لينسحب بعد ذلك عن الحياة العامة، ولم يعد يذكر له خبر. وفضلا عن كونه وزيرا أولا لأكثر من مرة، فإن العمراني اشتهر كأحد رجال الأعمال الأغنياء، تقلد الراحل مسؤولية المكتب الشريف للفوسفاط.