بعد معرضه الفردي الأخير الناجح برواق الباب الكبير بالعاصمة الرباط ، يواصل الفنان التشكيلي رشيد باخوز تألقه ويبصم على التميز والتفرد من خلال معرض فردي اختار له من مشتل فني مزهر وناضج عنوانا دالا ومعبرا " بين المرئي واللامرئي " والذي يحتضنه رواق فيلا الفنون بمدينة الدارالبيضاء من 21 شتنبر الى غاية 21 أكتوبر 2018 . ويعتبر هذا المعرض تحد للفنان مع ذاته ونفسه ، لأنه يحمل بدواخله رؤية ومشروع حداثيين كما يؤمن بأن المعرض الفردي هو سفر مع الذات في عوالم الفن التشكيلي . ويعتبر رشيد باخوز من الحساسية الجديدة في التشكيل المغربي، لما يطبع أعماله من عمق الرؤية واشتغال بالغ على التنويع والتطوير لمشروعه الجمالي، متمسكا بفضيلة الاختلاف وملتحفا إزار البحث والتنقيب، هذا ما يجعل أعماله الفنية محط إطراء نقدي غير مشوش عليه، وترحيب من طرف عموم جمهور الفن التشكيلي . في هذا المعرضه يعرض الفنان التشكيلي المغربي رشيد باخوز أعمالا تصويرية ذات بعد تجريبي وروح معاصرة، حيث تأتي الأعمال المعروضة في هذا المعرض / المشروع متراوحة بين عدة تيارات فنية من برفورمانس وتنصيبات فنية (أنستلايشن) وفيديو فني إلى جانب لوحات صباغية تتسم ببعد تجريدي، كل هذا داخل قالب اشتغال يعتمد التجديد داخل خانة الحروفية، ما يغني الكارتوغرافيا البصرية لهذا الفنان، والتي تمتد لسنوات عدة من الاشتغال بروح تتسم بحساسية رهيفة . الفنان رشيد باخوز بعد دراسته الاكاديمية للفن التشكيلي والتي ختمها سنة 1999، استطاع أن يبصم على مسار فني متميز ، حيث يختار بدقة وعناية فائقتين مواضيع لوحاته ، وأيضا يختار المعارض التي يشارك فيها، مؤمنا بأن المعرض ليس تلك" التجمعات " التي تنطلق بعرض اللوحات ، و تنتهي بأخذ صور تذكارية ، بل هي افادة واستفادة ، وتبادل التجارب والخبرات ، لأنه دائم البحث عن الاضافة والتجديد والتميز والاشتغال على أفكار خارج التصور النمطي . كما أن أعماله الفنية حظيت دائما بمقاربات نقدية للعديد من النقاد الفنيين . يقوم رشيد باخوز في بحثه الدائم بالاشتغال على تعبيرات غير الاعتيادية، وذلك بإطلاق طاقاته الإبداعية وبكشف عن أساليب جديدة تقود إلى : مغامرات بلاستيكية (تشكيلية) بالمعنى العميق للمصطلح. وللتأكيد على استمرارية بحثه ، فإن رشيد باخوز يعرض لوحات وأعمالا بارزة وتنصيبات فنية إلى جانب عرض فني وفيديو فني، مما يوضح بشكل جيد نموذجه القائم على الترجمة البصرية المستنيرة، أي جعل "المرئي في العالم لامرئيا"، بما في ذلك عواطفنا وحساسيتنا . استطاع الفنان المعاصر رشيد باخوز أن يطوّر لغة خاصة من الأشكال والألوان والعلامات والصور التي تجعل كل عمل من أعماله لغزًا صغيرًا يصعب فكه، إنها متاهة حيث يستطيع كل شخص تتبع مساره الخيالي. يتميز كل عمل لدى الفنان بشعرية ولذة وحلم خاص. إنها بنية متأصلة تعتمد على حياة الألوان والأشكال والتراكيب. طور الفنان باخوز إذن مواهب متفردة، وفقاً لمخيلته الإبداعية، ومقاربة جديدة لاشتغال التشكيلي متأرجحة بين الفراغ والامتلاء .